الجمعة، 10 أغسطس 2012

نبذة عن الشيخ آدم عبد الله الإلوري

 

هو آدم بن عبد الباقي بن حبيب الله بن عبد الله الإلوري,ولد بقرية واسا بجمهورية بينين(دهومي سابقا) عام 1917م. قرأ القرآن علي والده وتلمذ للشيخ صالح أيسننوبيوا الإلوري والشيخ عمر الأربجي الإلوري والشيخ آدم نامجي الكنوي.قام برحلة علمية الي القاهرة والسودان العربي والمملكة العربية1942م.
       أسس مركزه للتعليم العربي الإسلامي عام 1952م في أبيكوتا أولا ثم انتقل به الي أغيغي,ليغوس عام 1955م. وقد تخرج من المركز ما ينيف عن نصف مليون من أبناء نيجيريا وما جاورها من البلدان بغرب أفريقيا مثل غانا و بينين وتوغو وساحل العاجي وغيرها.
         ألف الإلوري ما يزيد عن مائة كتاب من أمهات الكتب و الكتب المدرسية في مختلف الميادين:في الدعوة والتاريخ والأدب واللغة والفقه والتشريع والفلسفة والتصوف والسياسةوغيرها. كان الإلوري إمام جامع مركزه وخطيب منبره ومفسر القران فيه أيام رمضان ويقوم بالوعظ والإرشاد في لياليها وفي المناسبات المختلفة داخل نيجيريا وخارجها.
       توفي الإلوري عام 1993م رحمه الله. 


إنتاج التمثيلية العربية      
        كتب الإلوري عدة مسرحيات عربية، يأمر تلاميذه بتمثيلها على المسرح فى مشهد جم غفير من الناس والعلماء، الذين يأتون من كل فج عميق فى نيجيريا وخارجها ليشهدوا منافع لهم. وأولى هذه التمثيليات كانت بعنوان : "ظهور الإسلام" أصدرت عام 1958م ثم "وفاة الرسول" المصدرة سنة 1959 وبعدهما قصص الأنبياء. وبعد تأسيس بعض فروع المركز كان الإلوزي يذهب بتلاميذه إلى بلاد دهومي (جمهورية بنين حاليا) لعرض التمثيلية التي قد تم عرضها في المركز. ثم يبعث السيد يوسف جمعة، أحد أساتذة المركز آنذاك, إلى مدرسة دار العلوم لجبهة العلماء والأئمة بمدينة إلورن,نيجيريا, لتمثيل المسرحية نفسها مستعينا بطلاب المدرسة التي هي فرع للمركز. ولما كثرت المدارس العربية فى البلاد أصبحت التمثيلية تصدر من هنا وهناك اقتداء بالمركز، ولما بدأت تنقص قيمتها وأهميتها كف الإلوري عن استعمال هذا الأسلوب ولكن بعض تلاميذه لا يزالون يسيرون على هذا المنوال فى مدارسهم حتى اليوم.
        كانت هذه التمثيلية خير معين لتلاميذ الإلوري على انطلاق ألسنتهم فى التخاطب بالعربية الفصحى وحفظ عبارات جيدة بلا تعب، فعلى سبيل المثال كان يوسف جمعة هو القائم بتمثيل دور عمر الصغير في مسرحية "ظهور الإسلام" وكان حينئذ ولدا صغيرا فى السنة الأولى الإعدادية، فمما حفظ من الكلام حكاية عن عمر بن الخطاب فى صغره ما نصه:
"واحراه وابطناه ماذا أأكل اليوم؟ أأكل إلهنا؟ لا، لا أكله...لذيذ جدا...(13)"
        إذا كان طالب صغير السن فى السنة الأولى الإعدادية حفظ مثل هذه العبارات الجيدة و لا تزال فى  ذاكرته حتى وقت مقابلتي معه, وذلك بعه إحدى وأربعين سنة!, فلا بد أن يكون قد حفظ عددا لا يستهان به من العبارات الرائعة، قيل تخرجه من المركز، العباراب التي تصبح عبارتة الشخصية وتثمر له أساليب العرب الرائعة فى التعبير عفوا بغير عناء.

تشجيع طلاب العربية على الكتابة العربية من غير خوف قادح
        يقول الإلوري فى كتابه: الإسلام اليوم وغدا في نيجيريا تشجيعا لطلاب العربية قاطبة ما نصه:
        "ونصيحتي إلى الشباب أن يجدوا ويجتهدوا في الكتابة لا يبالوا بالخطأ ولا يكترثوا بالمادح والقادح كما فعلت أنا حتى ظهرت بالكتابة"(19)
        تؤثر هذه النصيحة وغيرها من نصائح الإلوري تجاه الكتابة في قلوب الناشئ الجديد في الكتابة خصوصا تلاميذه. فكم وجدنا منهم من انتبه شوقه وغرامه إلى الكتابة ونمت عزيمته عليها بفضل هذه النصيحة فشمر عن ساعد الجد وألّف عددا لا بأس به من الكتب العربية القيمة، أمثال مصطفى زغلول السنوسى المعترف بذلك في أحد كتبه فيما نصه:

وبعد هذا كله لا يسعني إلا أن أعترف بالجميل لأهله وبالفضل لأصحابه وبالثناء على مستحقيه وأسدى غاية الشكر وأقصى الثناء لشيخي ومربي شيخ علماء بلاد اليوربا والأمين العام لرابطة الأئمة والعلماء في نيجيريا فضيلة الشيخ آدم عبد الله الإلورى الذي لم يدعني لحظة من لحظات حياتي، يحثني على صناعة الكتابة ومهنة التأليف ويرغبني في الانتظام في سلك الكتاب والانتساب إلى حظيرة المؤلفين ويقول لي دائما: من خاف السوق لا يمشى أبدا، وذلك بعد خدمات كبرى قدمها لي في تربيتي وتعليمي وفي تثقيفي وتقويمي وجزاه الله بخير الجزاء(20).
        ومنهم شعيب عثمان بالوغن البروفيسور بجامعة عثمان بن فودي بصوكتو القائل في كتابه: من روائع تزيين الورقات ما نصه:
 
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر الذين شجعوني في نشر هذا البحث وأساتذتي الذين منهم اقتبست علم البلاغة والأدب أمثال الأستاذ عبد اللطيف خليف والأستاذ سعد ظلام وفضيلة الشيخ آدم عبد الله الألورى، وأما الأخير الذي به اهتديت إليهما فقد سقاني من غزارة علمه ولم يبخل على بأتقاه، إليه يرجع الفضل في هذا الإنتاج الأدبي(21)
وكذلك يحي الفلاني الذي ورد في كتابه: جولة في ظلال الكتاب هذا الاعتراف:
ألست الذي تشاورني بجولة في عالم الفن والكتابة حتى يمكن لي تسجيل بعض ما مارستها في أرجاءه من رياضة أدبية حافلة بألوان النثر الفني ولكني أبيت ثم ذكرتني ما قال شيخنا آدم عبد الله الإلورى آدام الله حياته – في بعض كتبه ما نصه: نصيحتي إلى الشباب…(22)

        فإن دلت هذه الاعترافات بالجميل على شيء فإنما تدل على أن نصيحة الشيخ وتشجيعه لتلاميذه، أيام تحصيلهم وبعد تخرجهم من المركز، أثّر فيهم تأثيرا بالغا في تكوين شخصيتهم ككتاب نحارير.
        فهذا هو النظام الذي استعمله الإلورى في إعداد الكتاب باللغة العربية في هذه المنطقة من الأرض وكلل الله مجهوداته بالنجاح الباهر حيث يوجد من تلاميذه كتاب العربية الفنانين الذين أسهموا إسهاما كبيرا في تطوير الأدب العربي في هذا الربع من الأرض.

الخاتمة:
        عرفنا فيما سبق الطرق التي سلكها الشيخ آدم عبد الله الإلورى في إعداد الكتاب باللغة العربية في نيجيريا، الطرق التي تشتمل على الطريقة النظرية مثل: تعليم القراءة والكتابة والإنشاء وقواعد اللغة وأدبها وغير ذلك. وعلى الطريقة التطبيقية والتجريبية الممثلة في: التمرينات والاختبارات والمسابقات العلمية والتمرن على التأليف والصحافة، وإصدار التمثيلية.
        وقد كلل الله مجهوداته بالنجاح الباهر حيث وجدنا من تلاميذه من اتخذ الكتابة حرفة أمثال: مصطفى زغلول السنوسي، وثوبان آدم عبد الله الإلورى، وآدم يحي الفلاني، وعبد المؤمن الخطاط. كما وجدنا منهم من ألف حوالي ثلاثين كتابا باللغة العربية مثل: عبد المؤمن يوسف أومالاجا، وبعض منهم في الحقل الأكاديمي ينورون الأذهان بمكتوباتهم القيمة أمثال: البروفيسور عبد الرزاق ديريمي أبوبكر والبروفيسور شعيب عثمان بلوغن والدكتور مرتضى بدماصى والدكتور حامد إبراهيم أولاغنجو والدكتور حمزة عبد الرحيم والدكتور عبد الباقي شعيب أغاكا والدكتور أحمد شيخ عبد السلام والدكتور بدماصى لنرى يوسف وغيرهم.
        وأملنا أن يجد المدرسون ومصممو مناهج الدراسات العربية في هذا البحث القصير ما يعينهم على أداء واجباتهم على أحسن ما يرام. ومن سار على الدرب وصل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق