الأحد، 19 أغسطس 2012

الشيخ عبد اللطيف الكبري


‎( الكبري هو من علمتم )

لقد شاءت الإرادة الالهيةأن ولد الأستاذ عبد اللطيف الكبري في مدينة إلورن خلال سنة 1966م من أبوين إلوريين كريمين حيث انتهى نسبه جهة الأب إلى ذلكم العارف بالله الشيخ إلياس بن السلطان مائي أحمد الكبري البرناوي وإلى العلامة قدوة المتقدمين الشيخ إبرهيم لاجته المشهور بألفا شوغبا الفلاني ومن جهة أمه انتمى إلى بيت أغراوو بباتا إلورن .

نشأ المترجم له فى طلب العلم منذ نعومه أظفاره, وأخذ القرآن الكريم على يد الشيخ صلاح الدين البدوي أكمله على يد ولده الشيخ عبدالرحيم كعادة أهل إلورن في ذلك الحقبة من الزمن وإلى اليوم حيث كانو يدخلون أبناءهم بأحد أفنية الكتاتيب ليقرؤان القرآن وبعض التعليم الإسلامية الازمة قبل التحاقهم بالمدارس الرسمية (الغربية) .

ولاحظت الشيخ الكبري العناية الربانية العظمي من صغره حيث انسلخ من ميول الصباء ومغامرات الشباب انسلاخ الحية من جلدها إلى التوجه التام لطلب العلم والعكوف على العبادة وكان على القمة .

التحق بالمدرسة الإعدادية الحكومية ـ شبان المسلمين ـ بحارة قوديما إلورن وحصل على شهادتها , ثم نهل من التعليم الإنجليوي المدني (l G S ILORIN GRAMMAR (SCHOOL وحصل على شهادته .
ومن أغرب مايكون أن الأستاذ الكبري كان ربيب العلماء التقليديين الذين لم يتعلموا من جدران الجامعة , وبعد تخرجه فيهم لم يقرأ على أحد ,بل أكب على المطالعة والقراءة الفردية فصنع نفسه بنفسه ’ فلذا يستحق فضيلته لقب (العصامي) في علومه , بيد أن له ميلا كبيرا إلى العلوم الشرعية حيث كان له بها شغف كبير وأحرز دقائقها وجلائلها شهد له بذلك علماء عصره, وحصل في ذلك على اعتراف الشيخ حسن ددو المريتاني ,كما أخبر الأخ قاسم إبرهيم أبولاجي همزة الوصل بينهما أيام دراسته هناك.

ومن شيوخه : الشيخ محمد الهادي بن الشيخ أحمد التجاني بسهل ألوكو, والشيخ الإمام عيسى الضرير أولوقنلا وتلميذه الشيخ سليمان , والشيخ إدرس عبدالسلام ببيت الحظيرة المفسر الأكبرلساحة قوديما ,والشيخ أبوبكر أبوغدوما , والشيخ محمد الجامع سليمان أوماليهن المفسر الأكبر بربوة ليلي ,وخدم الأستاذ الكبري وصحب جملة من الشيوخ وفي طليعتهم الشيخ يوسف حبيب الله بتورى والإمام نور الدين الشهير بألفا البركة (أمين صندوق مال المركز الأم باغيغي ) رحمه الله .

وعكف على التدريس مايزيد على عشرين عاما , تتلمذ عنده خلائق كثيرون من الطلبة , وصارعدد من تلامذته متفوقين , ومنهم من حصل على الشهادات العليا , وكان الإمام الكبري من أئمة جوامع دارالكتاب والسنة إلورن وكان أمينا في العلم والعمل به ,الأمر الذي جعله موضع إعجاب لدى الدارسين والمدرسين .

منح الكبري القدوة التميز بين الغث والثمين والعالى والسافل وتعددية وجهات النظر في المسائل العلمية والأسلوب الرائع في التدريس ,حيث إنه يعرض المعاني في صور مبتكرة واضحة و يلقي الكلام , يدخله إلى عقول السامعين من غير ما مانع أو حاجب متسلحا في ذلك بوسائل التفهيم وحسن التمثيل والعرض . 
وكان أبغض الناس لأمركة التفكير والأسلوب , وكان له طول باع وشوط أبعد في المطالعة ولا يقع في يده كتاب إلا وقرأه قراءة تيقن وتحقق ,وقلما يمر عليه كتاب من القدامي والمحدثين إلا وله فيه انتقادات دقيقة , وملحوظات مشكورة ملقاة ببالغ الاحترام الأدب مع صاحب الكتاب , وناهيكم عما اشتهر به من الفكاهات والدعابات المقولة , ومجلسة لايخلو من ذلك أبدا حيث كان الجالسون حوله لا يشعرون بذهاب الوقت لإدخال الشيخ السرور في نفوسهم .



أشأ (مدرسة الكبري التعلم العربي والاسلامي ) قوديما إلورن عام 1990م وما زال يد يرها إلى أن توفاه الله واختاره للرفيق الأعلى , كما كان يدرس بكلية دار الكتاب والسنة إلورن للداعية الكبير الشيخ عبد القادر الجمعة السلمان ـ منذ تأسيسه على حساب التدريس التطوعي , وكان عميدا سابقا لمركز الدراسات العربية والاسلامية بربوة ليلى تحت إدارة الشيخ صالح عبد العزيز .

هناك تعليق واحد:

  1. وكان لهذا العالم النحرير إنتاجات عديدة ذات إفادات مديدة في مختلف المجالات العلمية، يزيد عدد مؤلفاته العلمية ومشاركاته الأدبية على سبعين مؤلفا، من هذه الإنتاجات ما يلي:
    1 ديوانه الشعري
    2. لبائد الحكم في شرح نوابغ الكلم للعلامة الزمخشري
    3. تخميس بانت سعاد
    4 المحفوظات الحكمية من القصائد الكبرية
    5. منظومة ( نصيحة الإخوان)
    6. تذكرة الأذكياء في شأن العلماء والأعباء في جزئين
    7. كتاب في التفسير، لا يسعني ذكر عنوان الكتاب بالضبط الآن فما أنسانيه إلا الشيطان
    8. تشطير ( مقام لدى سدرة المنتهى)


    هذه ما استطعت إحضاره الآن،فكثير من هذه المألفات ما زالت مخطوطة، يتطلب بزوغ شمسه إلى عالم المعارف حتى يستفيد منها طالب العلم وغيرهم، فالعلم من الله يؤتيه من يشاء وليس قاصرا على حد فقد يفتح الله لعبد ما لا يفتح لغيره ، فرحم الله هذا العالم العبقري وجزاه الله عن الإسلام وعن المسلمين خيرا وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن هؤلاءك رفيقا.
    والسلام

    ردحذف