الجمعة، 24 أغسطس 2012

افكار متقاطعة


استعدوا للانتخابات‮..‬أفضل
24/08/2012 10:08:42 م

solimankenawy@yahoo.com بقلـم‮ : ‬ســــــــــــليمان قـنــــــــــاوى‮
‬ســــــــــــليمان قـنــــــــــاوى‮

في الديمقراطيات العريقة وحتي الناشئة،‮ ‬الحزب الذي يفشل في الحصول علي ثقة الناخبين،‮ ‬تقدم قياداته استقالتها فورا‮. ‬حدث ذلك مع قيادات تاريخية مثل مارجريت تاتشر زعيمة حزب المحافظين ورئيسة وزراء بريطانيا لاكثر من‮ ‬17‮ ‬عاما والمعروفة بالمرأة الحديدية‮. ‬بمجرد ان فشل حزبها في آخر انتخابات خلال الثمانينيات،‮ ‬استقالت فورا،‮ ‬وهو ما تكرر ايضا مع توني بلير،‮ ‬زعيم حزب العمال ورئيس وزراء بريطانيا الاسبق‮. ‬وبمجرد الاستقالة يبدأ البحث والاستقصاء عن اسباب الخلل والفشل الذي دفع الناس الي الانصراف بأصواتهم عن هذا الحزب او ذاك،‮ ‬في بعض الاحيان يكون السبب شيخوخة قيادات الحزب فيتم علي الفور تجديد الدماء واختيارات قيادات شابة،‮ ‬قادرة علي التفاعل مع جماهير الناخبين‮. ‬وفي كثير من الاحيان،‮ ‬تكون سياسات الحزب التي فشلت في تحقيق مطالب الجماهير هي السبب‮.‬


ولأننا في سنة اولي ديمقراطية،‮ ‬ولم ننعم بها ولو جزئيا علي مدي ستة عقود،‮ ‬منذ ثورة يوليو وحتي ثورة يناير‮. ‬نجد ممارسات‮ ‬غريبة صدرت من العديد من الاحزاب والنخبة السياسية،‮ ‬بعد فشل الكثير من رموز الاثنين في الانتخابات سواء البرلمانية‮ (‬شعب وشوري‮) ‬أو الرئاسية بجولتيها،‮ ‬جعلتهم ابعد ما يكونون عن الديمقراطية التي أشبعونا كلاما عنها قبل الانتخابات،‮ ‬فإذا بهم ينقلبون عليها حين لم تأت بمن تشتهي أنفسهم الي مقاعد البرلمان وقصر الرئاسة،‮ ‬وبدلا من إعمال الذهن للاستقصاء عن اسباب الفشل وعدم القدرة علي حشد الجماهير للتصويت لتلك الاحزاب لتجنب الهزيمة مرة اخري،‮ ‬خاصة ونحن علي ابواب انتخابات جديدة،‮ ‬اذا بالكثير من‮  ‬تلك الاحزاب والقوي السياسية‮ ‬،‮ ‬تنفق الجهد والمال علي مدي شهر كامل وحتي أمس في الاعداد لمظاهرات لإسقاط رئيس الجمهورية وجماعته‮. ‬وغالت بعض الحركات وعدد‮ ‬غير قليل من المتهورين بالمطالبة بحرق مقار حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين‮. ‬

كان امام تلك القوي طريق اسهل وايسر واكثر ديمقراطية لإسقاط الاخوان المسلمين وغيرهم،‮ ‬وهو الاستعداد للانتخابات البرلمانية المتوقع لها ان تجري بعد شهرين،‮ ‬والانشغال بالنزول الي الشارع والالتحام مع الجماهير ومحاولة حل بعض مشاكلها اليسيرة كالنظافة مثلا،او العسيرة كقطع الطرق واعتراض السكك الحديدية،‮ ‬فلم ار سياسيا او حزبيا او ناشطا سعي سعيه وتدخل لإقناع بعض المحتجين بفتح طريق اعترضوه،‮ ‬لانه يعلم وهم يعلمون انهم بهذا الفعل‮  ‬يؤذون ابناء وطنهم قبل ان يؤذوا النظام‮ .‬كان من الممكن لبعض تلك الاحزاب ان تنتظر بضعة أيام بعد حملة حزب الحرية والعدالة من اجل"وطن نظيف‮" ‬لتقوم بحملتها الخاصة لتنظيف شوارع دوائرها الانتخابية،‮ ‬حتي لا ينسب الفضل لحزب الحرية والعدالة وحده‮. ‬هناك الكثير والكثير كان من الممكن للقوي السياسية المختلفة ان تستعد به لاسقاط الاخوان المسلمين عبر صناديق الانتخاب ولكن بعد اقناع الناس بالدليل العملي انهم يقفون الي جوارهم،‮ ‬يناصرونهم‮  ‬ويحاولون ان يخففوا ولو جزءاً‮ ‬من معاناتهم،‮ ‬فإذا جاءت الانتخابات،‮ ‬لا يمكن للناس ان ينسوا من وقف بجانبهم وقت الضيق وسيجدونهم سباقين الي مقار الاقتراع لتأييدهم‮.‬

توقعت من تلك الاحزاب ان تقتفي اثر حكمة ابن خلدون الشهيرة ان المهزوم دائما يميل الي تقليد المنتصر،‮ ‬واعتقدت ان كثيرين سيسعون الي تقليد حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان المسلمين في الكثير من المشروعات التطوعية التي يقومون بها خدمة للبسطاء،‮ ‬سواء في رمضان او‮ ‬غير رمضان،‮ ‬كوسيلة لاستمرار التواصل بين الجماعة والحزب وجماهير الناس بصرف النظر عن احتمالات اجراء انتخابات من عدمها،‮ ‬فالمواطن‮  ‬المصري من اذكي الناخبين ويميز تماما بين من يتقرب منه في مواسم الانتخابات فقط،‮ ‬ومن يقف بجواره،‮ ‬في افراحه واتراحه طوال العام‮.‬

ومع ذلك لم يتغير بعد سلوك بعض الاحزاب والقوي السياسية،‮ ‬اكتفت بالحل السهل بعد كل انتخابات وهو التهجم علي الفائزين ولعنهم وسبهم،‮ ‬وهو ما لن يغير من النتائج شيئا،‮ ‬لم تقتف تلك الاحزاب اثر نظرائها في الدول الديمقراطية بدراسة مواضع الخلل الذي ادي الي انصراف الناس عنها،‮ ‬والبدء في وضع خطط عاجلة واخري بعيدة المدي لمواجهة تلك السلبيات حتي يمكنها خوض الانتخابات التالية بقوة وكثافة في معظم الدوائر‮.‬

المليونيات قد تصنع حضورا اعلاميا لافتا،‮ ‬الا انها لا تجلب صوتا ولا تحشد ناخبين امام مقار الاقتراع،‮ ‬لان الناخبين يريدون من يقف بجوارهم او قريبا منهم،‮ ‬في شوارعهم وحواريهم وقراهم وكفورهم ونجوعهم،‮ ‬لا من يتواجدون فقط في ميدان التحرير بالقاهرة او امام مسجد القائد ابراهيم بالاسكندرية او ميدان الغريب بالسويس،‮ ‬حقيقة ان حشد الملايين بهذه الميادين،‮ ‬كان العنصر الاساسي الضاغط لنجاح الثورة،‮ ‬لكننا انتقلنا من الشرعية الثورية الي الشرعية الدستورية والبرلمانية،‮ ‬ولهاتين المرحلتين متطلباتهما،‮ ‬وعلي القوي السياسية ان تدرك ذلك حتي لا تداهمها الانتخابات البرلمانية القادمة وهي لاهية عنها بالمليونيات،‮ ‬لتعود مع الفضائيات في سب المنتصرين،‮ ‬وهذا السب لن يغير من نتائج الصندوق شيئا.عودوا الي دوائركم واستعدوا للانتخابات،‮ ‬ذلك خير وابقي‮.‬


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق