الجمعة، 21 سبتمبر 2012

فتوى للامام القرضاوي : الدفاع عن إيران واجب شرعي



السؤال الأول: عن المشاركة في الحرب على إيران
شيخنا الجليل تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة التهديد بشن عمل عسكري من جانب الولايات المتحدة ضد إيران، ووردت أنباء عن مشاركة بعض الدول العربية والإسلامية في تدريبات مشتركة مع أمريكا لهذا السبب. فما حكم المشاركة ودعم الأمريكيين لو اتخذت أمريكا قرارها بشن الحرب على إيران؟ وما هو واجب المسلمين حكاما وشعوبا في هذه الحالة؟

الجواب /

أولا: نحن أمة واحدة، المفروض إن أهل القبلة جميعا أمة واحدة سنيين كانوا أو شيعة، نحن نؤمن بوحدة أهل القبلة كل من يصلي إلى القبلة ويشهد أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله وقد رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسول الله وبالقرآن منهجا فكل من آمن بهذه فهو أخ لنا، يدخل معنا في أخوة الإسلام (إنما المؤمنون إخوة). والله تعالى ذكر هذه الآية بعد قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).

فالقرآن قرر الأخوة بينهم لذلك فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه بمعنى لا يسلمه لأعداء الله تعالى لا يخذله بل ينبغي أن يكون عونا لأخيه والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه، فالمفروض أن الأخوة الإسلامية الأخوة الإيمانية بين المسلمين جميعا حيث تقتضي منهم أن يتناصروا وأن يتكافلوا هناك من التكافل الإسلامي، التكافل الدفاعي، مصطفى السباعي رحمه الله تعالى ذكر في كتابه اشتراكية الإسلام عشر أنواع للتكافل منها التكافل العلمي، التكافل المعيشي، التكافل الكذا، ومنها التكافل الدفاعي (الأمة تتكافل فيما بينها للدفاع عن أنفسها فإذا هاجمها عدو وقفت الأمة تدافع عن نفسها وعن أرضها نحن نعتبر أن كل أرض من أراضي الإسلام هي وطن المسلم، وطن المسلم ليس هو فقط الذي يعيش فيه المسلم داخل الحدود السياسية ومعظم هذه الحدود الاستعمار هو الذي رسمها، وطن المسلم هو أرض الإسلام كل أرض ارتفعت فيه المآذن تعلن الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله.

فهو وطن المسلم. لذلك فنحن جميعا علينا أن ندافع عن إيران باعتبارها من أراضي الإسلام، ثم إذا كان العدو هو أمريكا التي أعلنت حربها على الإسلام تحت اسم الحرب على الإرهاب ووقفت مع الصهيونية الباهية ومع إسرائيل المغتصبة في الحق وفي الباطل وقفت معها في كل شيء ولولا المال الأمريكي والسلاح الأمريكي والفيتو الأمريكي لما صارت إسرائيل وجالت وعربدت في المنطقة كما تشاء. لذلك نحن لا يسعنا إلا أن نقف ضد أي عمل يغير على إيران، خصوصا أنها تحارب من أجل أنها تمتلك القوة النووية، وهي أعلنت أنها لا تستخدمها إلا في السلم، قوة نووية سلميه، والذي يحرم على إيران أن تمتلك القوة النووية سلمية وما الذي على أي بلد عربي أو آسيوي أو إفريقي أن يمتلك القوة النووية، القوة النووية التي تملكها أمريكا نفسها وتملكها دول أوروبية ولماذا تملكها إسرائيل، لا تملك قوة نووية سلمية ولكن تملك قنابل نووية، لماذا هذا حلال لإسرائيل حرام على غيرها، ونحن نرى أن إيران قضيتها قضية عادلة وإن كان هناك خوف من أنه يمكن أن تستعمل هذا ضد جيرانها من أهل الخليج، فينبغي أن تقوم معاهدات واتفاقيات صريحة في هذا الأمر، حتى يزول أي شك أو شبهة، وعلى كل حال أهل المنطقة هم أولى بأن يديروا أمور أنفسهم بأنفسهم وليسوا في حاجة إلى أحد يزعم أنه يحميهم بقوة السلاح.

نحن ضد الحرب على إيران كما كنا ضد الحرب على العراف كما كنا ضد الحرب على أي بلد. لأن هذه حرب عدوانية ونحن ضد كل حرب عدوانية والذي شرعه الإسلام في القتال إنما نزل في قوله تعالى { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين } نحن مع التوجيه القرآني الكريم ( إن الله ) لا نحب المعتدين لأن الله تعالى لا يحبهم ولا نقف معهم ولا نؤيدهم لا بالقول ولا بالفعل ولا بالنية ولا بأي شيء بل ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبطل كيدهم ويحبط مكرهم ويرد على المسلمين شرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق