| جواهر القول |
|
- الأزهر ضمير الإسلام وبوصلته؛ لذا فهو يهتمُّ بالدين والدنيا وبكل ما يهمُّ الإنسان.
- الأزهر يقف إلى جانب المظلومين والباحثين عن الحريات، و يدعم شعوب المنطقة في ثوراتهم ضد الظلم.
- كلمة "دين" بالمفهوم الغربي لا يمكن أنْ تنطبق من قريب أو بعيد على الإسلام، "فالإسلام دين وحياة"
- الأزهر ليس مؤسسة سياسية أو حزبية، وإنما هيئة إسلامية عليها واجب المشاركة الوطنية.
تطرَّق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر، إلى موضوع
تطوير التعليم والدور الوطني للأزهر في حلقة برنامج "حديث شيخ الأزهر" التي
تَمَّت إذاعتها يوم الجمعة 29 ربيع ثانٍ 1433هـ الموافق 23 مارس 2012م على
قناة "الفضائية المصرية".
وأكَّد فضيلته أنَّ التعليم في الأزهر لم يكن دينيًّا بحتًا، وإلا ما كان
علماء الأزهر استطاعوا مواكبة التطوُّر التاريخي والزمني للأمة الإسلامية،
مشيرًا إلى أنَّ الأزهر ضمير الإسلام وبوصلته؛ لذا فهو يهتمُّ بالدين
والدنيا وبكل ما يهمُّ الإنسان.
ورأى شيخ الأزهر أنَّ التمسُّك بالإسلام؛ شريعةً، وأحكامًا، وعقائد،
وأخلاقًا، ينتج عنه برنامج دنيوي مضبوط بأطر وأحكام الشريعة الإسلامية.
وعن مفهوم الدِّين من المنظور الغربي قال الطيِّب: إنَّ الحضارة الغربية
ألبست كلمة "دين" لباسًا أسود قاتمًا؛ حيث بدأت نهضتهم على أنقاض الدِّين،
قارنين الدِّين بالمَلَكيَّة؛ لكونهم أرادوا التخلُّص من كلِّ التراث
القديم، على عكس الحضارة الشرقية التي ما زالت تتمسَّك بالتراث حتى الآن.
وأكَّد فضيلته أنَّ كلمة "دين" بالمفهوم الغربي لا يمكن أنْ تنطبق من قريب
أو بعيد على الإسلام؛ لأنَّ الغرب ثاروا على الكنيسة لطابعها الكهنوتي
البحت، وهذا ما جعلهم يُطلقون عبارة "دع ما لقيصر لقيصر.. وما لله لله".
وشدَّد الطيِّب على أهميَّة التلاقي بين العلوم الدنيوية والدينية، لافتًا
إلى قانون (103) الخاص بإنشاء كليات الهندسة والطب وغيرها؛ بهدف إعداد طبيب
أزهري يستطيع أنْ يذهب إلى إفريقيا - على سبيل المثال - لأداء عمله، وفي
نفس الوقت يكون قادرًا على شرح الدِّين ونشره بين الوثنيين هناك، معترفًا
بوجود مشكلةٍ في تطبيق هذا الهدف.
وحول دور الأزهر في الثورات الحاليَّة بالوطن العربي شدَّد فضيلته على
ضرورة التمييز بين نوعين من الثورات: أولهما: الثورة ضد الغُزاة
والمستعمِرين، والتي شارك فيها الأزهريون وكانوا في الطليعة، ومنهم مَن
قُتِلَ فداء لهذا الوطن، وثانيهما: الثورات التحرُّريَّة الداخليَّة التي
تُنادي بالإطاحة بالظُّلم وتحرير المواطن من القيود والأغلال التي كادت
تقضي عليه، وذلك بعد سنوات من السياسات المتراكمة منذ أكثر من نصف القرن،
تَمَّ خلالها تهميش البلد والمواطنين؛ حتى أصبحوا غير قادرين على المشاركة
في أيِّ نهضة؛ ومن ثَمَّ لم تكن هناك نهضة؛ لذا فالأزهر في مثل هذه الثورات
التحرُّريَّة الداخليَّة يقف إلى جانب المظلومين والباحثين عن الحريَّات.
وتابع قائلاً: إنَّ الأزهر يدعم الشُّعوب في تحرُّكاتها لاسترداد حقوقهم
المسلوبة، مثلما حدث في الثورة المصرية الأخيرة؛ حيث كان هناك ممثِّلاً
للأزهر في قلب الميدان، كما شكَّل كثير من علماء الأزهر دروعًا لحماية
المواطنين، وبعض من أبناء الأزهر استشهد في هذه الثورة.
واعتبر الدكتور أحمد الطيِّب أنَّ الأزهر ليس في أفضل أحواله، وأنَّه أُصيب
بحالةٍ من الضعف مثل غيره، مؤكدًا أنَّه لا يمكن القول أنَّه الشيخ البطل
الذي سيُعيد إلى الأزهر مجده، ولكنَّه يقوم بالبناء على الخطوات
الإيجابيَّة التي اتَّخذها الشيوخ الذين سبقوه - رحمهم الله - مثل الشيخ
جاد الحق علي جاد الحق، والشيخ محمد سيد طنطاوي، بمساعدة باقي علماء
الأزهر؛ للنهوض بالتعليم الثانوي وإعادة التراث، ومحاصرة ظاهرة الغش، والتي
تَمَّ بالفعل القضاء عليها بنسبة 70% حتى الآن.
وأشار شيخ الأزهر إلى (بيت العائلة) الذي بدأ في بحث جذور التوتُّر الطائفي
الذي يطلُّ برأسه الخبيث بين الحين والآخَر، كما لفت إلى (وثائق الأزهر)
التي لاقت قبولاً في الداخل والخارج خاصَّة وثيقة (الحريات)؛ لكونها ترسم
العلاقة بين الإسلام والسياسة والحكم بالمفهوم الإسلامي الشرقي وليس
الغربي.
وفي ختام حديثه جدَّد الطيِّب تأكيده على أنَّ الأزهر ليس مؤسسة سياسية أو
حزبية، وإنما هيئة إسلامية عليها واجب المشاركة الوطنية، والوعي التام
والسريع بالمجتمع ومتطلَّبات الوطن من أجل خدمة الأمة الإسلامية.
"حديث شيخ الأزهر " للقناة الفضائية المصرية
الجمعة 29 ربيع ثانٍ 1433هـ الموافق 23 مارس 2012م |
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق