أزهريون دخلوا التاريخ
المصدر: الأهرام اليومى
بقلم: هانى عسل
زعماء وسياسيون وأدباء وعلماء.. أسماء لامعة تخرج أصحابها علي مدي التاريخ من الأزهر الشريف وسطعت أسماؤهم في سماء السياسة والعلوم والآداب، ووصل بعضهم إلي درجة "رئيس دولة" أو إلي أرقي المناصب في بلدانهم العربية والإسلامية، وجمع بينهم قاسم مشترك واحد هو كلمة "الأزهر"، فمنهم من درسوا فيه، ومنهم من كانوا من بين أساتذته، ومنهم من كان شيخا للأزهر الشريف، منهم من وقف في وجه الاحتلال، ومنهم من قاد حركات التنوير والإصلاح سواء علي مستوي الأزهر أو علي مستوي مصر والأمة الإسلامية جمعاء، ومنهم من تتلمذ علي أيدي شيوخ أزهريين أجلاء، وتبقي في النهاية كلمة واحدة تجمع بينهم هي "أزهريون".
والأسماء "غير المصرية" علي وجه التحديد من بين هؤلاء الأعلام تضع اسم الأزهر في أعلي المراتب، حيث يكن له ملايين المسلمين في أنحاء العالم حاليا الكثير من التقدير والإجلال، ويعتبرون الدراسة فيه شرفا ووساما علي صدورهم يضعهم في مرتبة علمية أعلي من باقي أقرانهم المسلمين في الدول التي ينتمون إليها، أو من علماء آخرين درسوا في أماكن أخري.
صحيح أن شيوخ الأزهر أنفسهم كانوا أعلاما علي مدي تاريخه، بداية من الشيخ محمد عبدالله الخراشي المالكي الذي توفي سنة 1960م ، ونهاية بالراحل محمد سيد طنطاوي (من 1996 إلي 2010)، ولكن ما يعنينا هنا هو سرد بعض أسماء الأعلام ممن درسوا في جنبات الأزهر أو تخرجوا فيه أو حملة صفة "أزهريين"، علما بأنه يدرس في الأزهر طلاب من 105 دول من مختلف أنحاء العالم.
وقائمة الأئمة الكبار تزخر بالأسماء التي كان لها دور كبير في صناعة التاريخ أو في إثراء الفكر الإنساني والإسلامي بنبوغهم، ومن أشهرهم حسب التسلسل الزمني : الشيخ سليم البشري، والشيخ محمد مصطفي المراغي الحنفي : من 1928 إلي أن استقال في عام 1930، ثم تولي الإمامة مرة أخري من 1935 إلي 1945.
وهناك من بين شيوخ الأزهر السابقين الشيخ أبوالفضل الجيزاوي الذي قاوم الإنجليز ورفض طلبهم بإغلاق الأزهر منعا لأن يصبح معقلا للمقاومة الوطنية المصرية في وجه الاستعمار الإنجليزي.
وتضم القائمة المضيئة أيضا الشيخ مصطفي عبد الرازق (من 1945 إلي 1947)، والشيخ عبدالمجيد سليم (من 1950 إلي 1951)، وتولي المنصب للمرة الثانية عام 1952.
وهناك من الأسماء البارزة الشيخ محمود شلتوت الذي كان الإمام الأكبر في الفترة من 1958 إلي 1963، وكذلك الدكتور عبدالحليم محمود الذي تولي المنصب في الفترة من 1973 إلي 1978، والشيخ جاد الحق علي جاد الحق في الفترة من 1982 إلي 1996، وأخيرا الدكتور محمد سيد طنطاوي الإمام الأكبر رقم 47 للأزهر، والذي تولي المنصب من 1996 حتي رحيله في مارس 2010.
وبخلاف منصب الإمام الأكبر، فإن قائمة "الأزهريين" مليئة بالأسماء اللامعة مثل الشيخ محمد عبده الذي يعد واحدا من أبرز المجددين في الفقه الإسلامي في عصرنا الحديث، والذي تتلمذ علي يد أستاذه الشيخ جمال الدين الأفغاني، وكان من أبرز تلاميذه الشهيد عزالدين القسام بطل المقاومة الفلسطينية في بداياتها ضد الإنجليز والزحف اليهودي علي فلسطين، ومن تلاميذ الإمام محمد عبده أيضا شيخا الأزهر السابقان مصطفي عبدالرازق ومصطفي المراغي، ومن الشخصيات السياسية الزعيم سعد زغلول، ومن الشخصيات الأخري الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، وقاسم أمين، وهناك أيضا من بين رجال الأزهر الذين تخرجوا أو تعلموا فيه الشيخ محمد متولي الشعراوي وابن خلدون والمقريزي والسيوطي.
وهناك أيضا الزعيم الوطني عمر مكرم الذي توفي عام 1822، والشيخ رفاعة رافع الطهطاوي أحد رواد النهضة العلمية في عصر محمد علي باشا، وصاحب كتاب
"تلخيص الإبريز في تلخيص باريز" الذي دون فيه نتائج رحلته العلمية إلي فرنسا، وصاحب بدايات حركة الترجمة التي أسهمت في رقي المجتمع المصري علي مدي العقود التالية.
ومن كبار الشخصيات الإسلامية التي نهلت من الأزهر وتعلمت وتولت التدريس فيه أو شغلت مناصب علمية بارزة به : الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الحالي، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي، والدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر، والدكتور عبدالودود شلبي، والشيخ أحمد حسن الباقوري، وأحمد حسن الزيات، وإسماعيل صادق العدوي، والسيد سابق، وحسنين مخلوف، ويوسف الدجوي، والشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق، والدكتور محمد المسير، والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الحالي، والدكتورة آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر وأبرز المدافعات المعاصرات عن حقوق المرأة في الإسلام.
ومن الشخصيات الإسلامية "غير المصرية" البارزة التي نهلت من الأزهر الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس والديار الفلسطينية منذ عام 1994 وحتي عام 2006 والخطيب والإمام الحالي للمسجد الأقصي، ونوح سلمان القضاة مفتي عام الأردن، والشيخ مولود حسين مولود العراقي والذي اغتيل بأيدي قوات الاحتلال الأمريكي في بغداد عام 2005، ومحمد نورالدين الترمانيتي مفتي الشافعية في حلب والذي توفي عام 1934 بحلب، وغيرهم، ونذكر من بين هذه الشخصيات أيضا الطالب الأزهري سليمان الحلبي قاتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية، وكان قد قدم من حلب إلي الأزهر للدراسة فيه، وشارك مع المصريين ثورتهم ضد الاحتلال الفرنسي، قبل أن يصبح رمزا لمقاومة الفرنسيين بعد نجاحه في قتل كليبر.
وممن وصلوا إلي مرتبة القادة والزعماء الرئيس مأمون عبدالقيوم الرئيس السابق لجمهورية المالديف، والذي ولد في 29 ديسمبر 1937، ودرس في الأزهر، وكذلك الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا إبان أحد أفضل عصور "النمر" الماليزي الاقتصادية والسياسية، والذي زار الأزهر عدة مرات وشارك في إلقاء محاضرات لطلابه حول علاقة الإسلام بالعولمة والتحديات التي تواجه الدين الحنيف. وهناك أيضا رئيس إندونيسيا الأسبق عبدالرحمن واحد، ووكيل أحمد متوكل وزير خارجية أفغانستان سابقا، وصبغة الله مجددي رئيس مجلس الشوري الأفغاني الأسبق، والسيد أحمد الميرغني زعيم الحزب الاتحادي في السودان.






ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق