السبت، 10 نوفمبر 2012

الطيب: الهجوم على الإسلام بدأ منذ التتار ولن ينتهى بالفيلم المسيء


2012-10-14 15:09:09


فضيلة الإمام الاكبر

خاص - موقع الأزهر الشريف
أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - أن الموقف الغربي المعادي للإسلام يرجع إلى خوفه من تأثير الدين الحق على ما تبقى من المسيحية المادية لديهم، فخافوا أن تتأثر بالإسلام والدين الموضوعي، فهم يعرفون أنه حقٌ، ولكن يجحدونه، ورفضوا طريق النور والحق واختاروا طريق الظلام.
وأوضح فضيلة الإمام خلال لقائه التليفزيوني على الفضائية المصرية الجمعة 12 أكتوبر، أن الغرب أدهشه التقدم السريع في انتشار الإسلام، وأدهشهم الصمود الكبير له في ظل الموجات المتتالية من الهجوم عليه.
وأضاف: أن السر في ذلك يكمن في القرآن الكريم، كتاب الإسلام الذي تعهد الله بحفظه، ولم يتركه للمسلمين أو للأنبياء، أو حتى للشيوخ ورجال الدين، على عكس الأديان الأخرى.
وتناول فضيلة الإمام الهجمات المتتالية على الإسلام، بداية من التتار والحروب الصليبية التي استمرت حوالي 400 سنة، وبعدها انحدرت، ثم بعدها ظهرت المسألة الشرقية، وتركة الرجل المريض "الدولة العثمانية" وما إن انتهت تلك المسألة حتى ظهرت حروب الشركات الغربية من أجل الاستيلاء على المواد الخام في الشرق، ثم بدأ بعدها المد الاستعماري، حتى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، فلم يمض على الإسلام 500 عام، إلا ودخل في حروب مسلحة بغية القضاء عليه.
وقال: إذا فالإسلام منذ ظهوره وهو محاربٌ، ويرد الصفعات، ومع ذلك تجده قويًا وحيًا، وهو ما لفت نظر الغربيين في القرون الوسطي، حتى الآن، وما نراه الآن من رسومٍ مسيئة أو تصريحاتٍ أو أفلامٍ مسيئةٍ ما هو إلا استكمالٌ لما سبق.
وتابع قائلا: ليس الدخول في الإسلام يعني القدح في المسيحية، بالعكس فالإسلام يقبل الآخر ويتفهمه، على عكس الوضع في الغرب، فأمريكا صاحبة الحريات تكيل بمكيالين، فتناول معاداة السامية في الغرب يؤدي إلى الحبس والعقاب، ولكن إذا تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين، فإن هذا الميزان يضطرب، وتجد نفسك أمام مكيال آخر كلُه ظلمٌ وإجحافٌ، فلم يتدخلوا في مواجهة الفيلم المسيء، باعتبارهم يدافعون عن حرية الرأي والتعبير، وبهذا المنطق البيزنطي ـ الذي أرفضه ـ فأنا حرٌّ في التعبير عن رأيي بأي طريقة أراها مناسبة.
فهم في قمة حقوق الإنسان فيما بينهم، إلا أنهم مع المسلمين فتاريخهم مليء بالحروب والاستعمار، بحجة أنهم جاءوا لتعليمنا، وتركونا أكثر جهلا وتخلفًا، وتدخلهم السريع في ليبيا للوقوف بجانب الشعب الليبي وتحقيق حريته، وغض الطرف عن الشعب السوري، ما هو إلا سياسة المصالح، على عكس المبدأ الأخلاقي عند المسلمين.
واختتم فضيلة الإمام لقاءه قائلا: أؤيد المشاعر والعاطفة الجياشة التي خرجت من المسلمين تجاه الفيلم المسيء، لكن بشرط أن لا تتجاوز العقل، وتصب في مصلحتهم، كقتل السفراء وقتل المسلمين بعضهم بعضًا.
وقال الطيب إن مؤسساتنا ميتة لا تستطيع أن تحرك ساكنًا ولا تغير وضعًا، وإذا كانت قوية فإن الغرب من تلقاء نفسه لن يستطيع أن يقدم على أي خطوةٍ، وأنه يعلم ماذا يحدث له لو حاول الاقتراب من المسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق