الاثنين، 3 ديسمبر 2012

قصيدة عن فضل العلم



كفى بالعلم في الظلمات نورا ** يُبيّن في الحياة لنا الأمورا
فكم وجد الذليل به اعتزازاً ** وكم لبِس الحزين به سرورا
تزيد به العقول هدىً ورشداً ** وتَستعلي النفوس به شعورا
إذا ما عَقّ موطنَهم أناسٌ ** ولم يَبنوا به للعلم دورا
فإن ثيابهم أكفان موتى ** وليس بُيوتهم إلاّ قبورا
وحُقَّ لمثلهم في العيش ضنك ** وأن يدعوا بدنياهم ثُبورا
أرى لبّ العلا أدباً وعلماً ** بغيرهما العلا أمست قشورا
أأبناء المدارس أنّ نفسي ** تؤمّل فيكم الأمل الكبيرا
فسَقياً للمدارس من رياض ** لنا قد أنبتت منكم زهورا
ستكتسب البلاد بكم عُلُوّاً ** إذا وجدت لها منكم نصيرا
فإن دجت الخطوب بجانبيها ** طلعتم في دُجُنَّتها بدورا
وأصبحتم بها للعزّ حِصناً ** وكنتم حولها للمجد سورا
إذا أرتوت البلاد بفيض علم ** فعاجز أهلها يُمسى قديرا
ويَقوَى من يكون بها ضعيفاً ** ويَغنَى من يعيش بها فقيرا
ولكن ليس مُنتَفِعاً بعلم ** فتىً لم يُحرز الخُلُق النضيرا
فإن عماد بيت المجد خُلْق ** حكى في أنف ناشفه العبيرا
فلا تَستنفِعوا التعليِم إلاّ ** إذا هذّبتم الطبع الشَرِيرا
إذا ما العلم لابس حُسنَ خُلْق ** فَرَجِّ لأهله خيراً كثيرا
وما أن فاز أغزرنا علوماً ** ولكن فاز أسلمنا ضميرا
أأبناء المدارس هل مصيخٌ ** إلى من تسألون به خبيرا
ألا هل تسمعون فإن عندي ** حديثاً عن مواطنكم خطيرا
ورأياً في تعاوُنكم صواباً ** وقلباً من تخاذُلكم كسيرا
قد انقلب الزمان بنا فأمست ** بُغاث القوم تحتقر النُسورا
وساء تقلُّب الأيام حتى ** حمِدنا من زعازعها الدَبورا
وكم من فأرة عمياء أمست ** تسمّى عندنا أسداً هَضورا
فكيف نروم في الأوطان عزّاً ** وقد ساءت بساكنها مصيرا
ولم يك بعضنا فيها لبعض ** على ما ناب من خطب ظهيرا
ألسنا الناظمين عقود مجد ** نزين من العصور بها النحورا
إذا لُجَجُ الخطوب طمت بنينا ** عليها من عزائمنا جسورا
لِنَبْتَدر العبور إلى المعالي ** بحيث نطاول الشِعر العَبورا
ألا يا ابن العراق إليك أشكو ** وفيك أُمارس الدهر المَكورا
تنفَّض من غُبار الجهل وأهرع ** إلى تلك المدارس مستجيراa
فهنّ أمان من خشيَ الليالي ** وهنّ ضمان مَن طلب الظهورا



ادم عبد المجيد ألفنلا
خريج دار الكتاب والسنة الالوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق