الخميس، 13 ديسمبر 2012

الأزهر يطلق حملة دولية لفك الحصار عن القدس



إسلام أون لاين- القاهرة

طالب الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بدراسة ملامح الخطة التهويدية العنصرية لإسرائيل التى تستهدف ابتلاع مدينة القدس ومحو سماتها العربية والحضارية، ومؤسساتها التاريخية وحقوق أهلها القانونية، من خلال استراتيجية واقعية تتجنب تقصير الماضي وتستخدم الإمكانيات المتاحة إسلاميًا وعربيًا.

جاء هذا في كلمة له، الأربعاء 15-2-2012، في افتتاح المؤتمر العام لنصرة القدس، الذي عقد بمشيخة الأزهر، لحشد الجهود لإطلاق “الحملة الدولية الكبرى لكسر الحصار عن القدس والمقدسيين” ، المقرر أن تبدأ فعالياتها فى الأسبوع الثانى من شهر أبريل المقبل.

وتهدف الحملة إلى تأمين احتياجات المقدسيين على كافة الأصعدة، لدعم صمودهم ورباطهم في مواجهة المحاولات المستمرة لتهويد المدينة، وتصعيد الفعاليات التضامنية معهم على المستويين الشعبي عربيا وإسلاميا ومسيحيا من جهة، والحكومي الدولي من جهة أخرى.

القضية الأولى

وأوضح شيخ الأزهر في كلمته أن قضية القدس وفلسطين هي قضية العرب والمسلمين الأولى في التاريخ المعاصر، وأنه لن يسترد العالم استقراره إلا باسترجاع القدس ورد المظالم وحفظ الحقوق.

وأضاف : موقف الأزهر الشريف من القدس، هو أن المدينة المقدسة قديمة كانت أو جديدة، شرقية أو غربية، مسلمة ومسيحية أرض محتلة، تجري عليها قواعد القانون الدولي وأعرافه المرعية، وليس القسم القديم الذي يحاصر الآن فحسب، وتقتطع أجزاؤه وتنتقص أطرافه، وتُهدد مقدساته في مسجدنا الأقصى، مؤكدا أنه لن يتم نسيان الحقوق في القدس أو التنازل عنها.

وعن أهمية هذه الحملة، قال الدكتور أحمد الطيب في تصريحات لـ” إسلام أون لاين ”: المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، كفلته الشريعة الإسلامية والمواثيق والأعراف الدولية حتى يتم تحرير القدس الشريف وكامل التراب الفلسطيني.

وتابع: و الجهاد قائم إلى يوم الساعة بمختلف الوسائل، سواء كان بالقول أو الموقف أو النضال الشعبي، وإن تلك الوسائل المتاحة والمشروعة لاستعادة القدس الشريف والمقاومة ضرورة لأن إسرائيل لن تترك شبرا استولت عليه إلا بالإجبار.

وطالب الإمام الأكبر بتضمين المناهج التعليمية في الدول العربية والإسلامية تاريخ القدس، وتعريف الأجيال الجديدة بالحق الإسلامي في فلسطين، وكشف مزاعم الإعلام الإسرائيلي المغرض الذي شوه حقائق الدين والتاريخ.

كما طالب الفلسطينيين بالوحدة، معتبرا أن وحدة الشعب الفلسطيني هي الأساس لوحدة الأمة العربية والإسلامية، وحذر من أن العدو الصهيوني هو المستفيد من الفرقة والتنازع بين الشعب الفلسطيني من جانب والدول العربية والإسلامية من جانب آخر.

تأمين الاحتياجات

من جانبه أكد د. سعيد خالد الحسن أمين عام مؤتمر نصرة القدس، أن الحملة تحقق التفافا عربيا وإسلاميا ومسيحيا واسعا حول منظومة دعم متكامل للقدس والمقدسيين في صمودهم ورباطهم، من أجل انطلاق جهود كسر حصار القدس من ساحة التأييد والمناشدة إلى ساحة الفعل والإنجاز والانتصار.

وأضاف في كلمته خلال المؤتمر أن حملة فك الحصار تستهدف تأمين أقصى ما نستطيعه من خدمات تعليمية وصحية وسكنية، لا غنى للمقدسيين عنها، مشيرا إلى أن الحملة الدولية تدخل في إطار الدعم الجماهيري ضد مخططات الاحتلال، وتحقق دعما اجتماعيا.

وشدد على أن القدس يتم تجفيف الوجود العربي فيها، من خلال عرقلة المؤسسات الأهلية والخدمية، وحرمان المقدسيين من الخدمات الاجتماعية، بحيث أصبحت القدس بيئة خانقة لأهلها المقدسيين، كما يستخدم الاحتلال سلاح بطاقة الهوية الزرقاء، حيث جعل أكثر من نصف تعداد المقدسيين خارج أية ولاية قانونية وغير معترف بهم، ومحرومين من الخدمات السكنية والصحية والتعليمية.

وأكد أن فعاليات كسر حصار القدس يتطلب تفعيل المؤاخاة بين القدس والساحات الدولية كافة، على كل الأصعدة الاقتصادية والقانونية والسياسية والتعبوية، وكذلك اتخاذ إجراءات قانونية وإعلامية تكرس الإدانة الأخلاقية والقانونية لسياسات الاحتلال وممارساته.

الدعم ضرورة

وفي تصريحات لـ”إسلام أون لاين” على هامش المؤتمر، قال د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وأحد المشاركين في إطلاق الحملة : إن القدس هي روح القضية الفلسطينية، وإن سقطت القدس، فهذا يعني أننا لن نستطيع مواجهة المخطط الصهيوني، ولن يكون هناك وجود عربي أو إسلامي في القدس، لذا كان لا بد من المبادرة للوقوف في وجه مخططات إسرائيل لتهويد القدس ومحاصرتها، وهو أساس الحملة التي أعلن عن إطلاقها من الأزهر الشريف.

وأضاف أن المخطط الصهيوني داخل فلسطين أخطر بكثير من المخاطر التي نواجهها في العالم العربي، ومن ضمنها القضاء على الشخصية الفلسطينية لتمكين اليهود من الاستيلاء على أراضي فلسطين.

وشدد قائلا: ” لابد أن يعرف كل المواطنين في العالمين العربي والإسلامي المخطط الصهيوني لتهويد القدس، وهناك ضرورة للبحث في كيفية دعم المقدسيين وتقديم الأموال لهم، وبناء المدارس العربية في القدس، والتصدي لإسرائيل في السيطرة على القدس”.

المشاركون

وشارك في اجتماع الأزهر لحملة كسر الحصار عن القدس 18 شخصية مقدسية وفلسطينية وعربية، من بينهم السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والشيخ محمد أحمد حسين مفتي القدس، ومحمد نسيبة عضو الهيئة العليا بالقدس، والأب الإيكونومس قسطنطين نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وعثمان أبو غريبة رئيس المجلس الوطني الشعبي للقدس، ويونس العموري وكيل المجلس الإسلامي المسيحي في القدس، وأروين حمادي ممثل مجلس النصرة في ماليزيا، وسعيد بويزري رئيس المجلس العلمي في الجزائر .

كما شارك من المؤتمر العام لنصرة القدس، ثمانية أعضاء، من بينهم د. طه جابرالعلواني، وسامي عبده، ومازن النجار، وهاني رسلان أعضاء الهيئة الاستشارية العليا في المؤتمر، ومن مصر شارك في إطلاق الحملة الشيخ محمد مختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية، ود. حسن نافعة، ود. سيف الدين عبد الفتاح، وأسامة فريد عبد الخالق المتخصصون في العلوم السياسية والدولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق