الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

أنا.. الشعب


حسن المستكاوي
•• قبل الأهلى ومباراته مع مونتيرى المكسيكى ابن حضارة المايا التى تزعج العالم الآن بسبب نهاية الدنيا حسب معتقداتهم. أتوقف أمام حضارة الشعب المصرى العظيم. أتوقف أمام هذا الإقبال على التصويت فى الاستفتاء على الدستور. وهو إقبال عكس شجاعة المصريين، وإصرارهم على التعبير عن اختياراتهم وإرادتهم.. دون أن ترهبهم أحاديث العنف والترويع وبث الخوف ونشره، وكان مشهد الطوابير الطويلة أكبر دليل على ذلك. وأسجل هنا مرة أخرى، أن السيدات المصريات «اجدع ستات». لم يفرطن فى حقهن السياسى والوطنى. ورفضن كل خروج على النص بشجاعة.



••مهما كانت النتيجة، ولو كانت مغايرة لاختيارى. سوف أحترم اختيار الناس.. وأدرك أنه كانت هناك أخطاء فى الإجراءات، وفى الاستعداد للاستفتاء. وعدم توقع لهذا الإقبال.. وكانت هناك أخطاء فردية متعمدة، ومخالفات غير مقبولة.. لكنها ربما لم تؤثر فى الإجمال على النتيجة التى ننتظرها.. وفى النهاية كان خروج الشعب المصرى يعنى أنه هنا. موجود. يوافق ويرفض ويشارك فى حكم بلده.. خرج النمر من القفص الذى ظل حبيسه 60 عاماً.. خرج النمر ولن يعود إلى القفص كما قال توماس فريدمان.



•• أعود إلى الأهلى ونشكره لأنه أعطانا بعض الأمل، وجعلنا ننتظره. لكن كيف يخسر فريق مباراة وهو فى معظم الوقت يمتلك الكرة؟



•• كانت الدقيقة الثالثة مربكة للفريق، عندما وقع خطأ مشترك بين سيد معوض وأبوالسعود وسجل خيسوس كورونا هدف مونتيرى الأول. وعلى الرغم من سرعة استرداد الأهلى لوعيه، بعد الضربة المبكرة، إلا أن سيطرته التى فرضها منذ الدقيقة الخامسة انتهت فعليا فى الدقيقة 66 عندما سجل دلجادو هدف مونتيرى الثانى. فى تلك اللحظة هزم الأهلى ذهنيا ومعنويا. وفقد الأمل الذى ظل يطارده حين شعر اللاعبون بأنهم يطاردون خيط دخان. صحيح كانت هناك محاولات، لكنها تجرى على استحياء. وبدون ثقة.



•• هذا معنويا وذهنيا. أما فنيا. فهناك مشكلة أفرزتها المباريات الثلاث التى خاضها الأهلى فى تلك البطولة.. وهى: «القوة الهجومية» داخل الصندوق. رأس الحربة الذى يجيد الارتفاع، واستقبال الكرة العرضية إن جاءت، والقوة البدنية التى تسمح له بمصارعة المدافعين. فالواقع أن الأهلى يصل إلى حافة الصندوق كثيرا، عبر التحركات الموجية (من أمواج) التى يؤديها جدو والسيد حمدى ووليد سليمان وعبد الله السعيد وفتحى وأبوتريكة.. لكنه يدخل صندوق المنافس قليلا بما لا يتناسب بقدر ووقت امتلاكه الكرة.



•• اليوم سوف يناقش الجميع تغييرات البدرى وتشكيله وتصريحاته، وسوف تطرح تساؤلات حول المباريات الرسمية الغائبة عن الأهلى. وهى لم تطرح من قبل فى البطولة. وربما يطول الحوار قصة الإجهاد، مع أن القصة كانت قبل تلك المباراة هى قلة المباريات.. لكن تبقى هناك قصة واحدة عنوانها: شكرا للأهلى الذى أعطانا بعض الأمل، وبعض البهجة. وبعض الفرحة حتى لو كانت سرابا بعيدا مثل خيط دخان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق