الجمعة، 15 مارس 2013

الغزو الفكري للعالم الإسلامي



سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:

فإنه من البدهيات التي لا يتمارى فيها العارفون أن الكفار - وبالأخص أهل الكتاب - لا يألون جهداً في التأثير على المسلمين في عقيدتهم وسلوكهم ويودون لو يكفرون مثلهم، أو يرتدون عن دينهم ( الإسلام ) على الأقل. لذلك كانوا - دائماً وأبداً - على طول التاريخ الإسلامي لا يتركون وسيلة تخدم غرضهم هذا إلا سلكوها، أحياناً بالوسائل الخفية وهذا هو الغالب حين تكون الأمة الإسلامية قوية مهيبة مهيمنة وأحياناً بالوسائل المعلنة والخفية عندما يكون الكفار في مركز أقوى وهذا هو ما حصل في العصور المتأخرة حين قويت الدول الغربية، وضعف المسلمون وركنوا إلى الذل والخمول،

وإنه لمن أخطر وأشد الوسائل التي سلكها الغربيون للكيد للمسلمين - أخطبوط الغزو الفكري الرهيب، وهو غزو مركز هادف، ومدروس ومنظم، تعاونت فيه قوى تملك إمكانيات مادية ومعنوية وبشرية هائلة تبدأ بالاستشراق ثم الابتعاث، فالتبشير والاحتلال، والإعلام، ثم المؤسسات والمنظمات المتخصصة لهذا المجال، كالماسونية والصهيونية وما شاكلهما.

تاريخ الغزو الفكري الحديث:

أشرت آنفاً إلى أن كيد الكفار للإسلام والمسلمين مستمر وهو سنة من سنن الله في الحياة، لكنه يتغير في أشكاله ووسائله وأساليبه بمتغيرات الحياة وإمكانات البشر. لذلك تجد له في العصر الحديث طابعاً مميزاً يختلف في شكله ووسائله عن أسلوبه في القرون الإسلامية الأولى، والسبب في ذلك أن فترة الركود الفكري التي خيمت على العالم الإسلامي والتي تزيد على خمسة قرون مضت، تعتبر فاصلاً زمنياً بين تخلف الأمة والحضارة الإسلامية عن قيادة البشرية، وظهور الحضارة لجاهلية الغربية وتسلمها لهذه القيادة فإن المسلمين خلال هذه القرون، وإن كانوا قد تفوقوا عسكرياً في ظل الدولة العثمانية، حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري، إلا أنهم كانوا يتقهقرون عقائدياً وعلمياً وفكرياً لأسباب ربما يكون أهمها:

1- ضعف الصلة بالله تعالى والبعد عن السنن الثابتة.

2- دعوى بعض الفقهاء المتأخرين بإغلاق باب الاجتهاد في الوقت الذي كانت فيه الدولة العثمانية أحوج ما تكون إلى تبني واستيعاب التقدم العلمي حيث كان الغرب قد بدأ من حيث انتهت الحضارة الإسلامية في الأندلس وبدأت النهضة العلمية والفكرية في الغرب تسير سيراً حثيثاً على أيدي خريجي الجامعات الإسلامية من أبناء الغرب - البعثات الغربية إلى المدارس الإسلامية - وهم كثيرون وقد كانوا طلائع الغربيين على الحياة والحضارة الإسلامية.
وما تلا ذلك من دراسة العلوم الإسلامية والاستفادة منها من قبل الغربيين، تلك الاستفادة التي بدأت تظهر ثمارها في الغرب بعد قيام الخلافة العثمانية وحين هم المسلمون - في القرنين الأخيرين بأن يفيقوا، وجدوا الغرب قد سبقهم في مضمار العلم، والتقدم المدني والصناعي سبقاً بعيداً، فأصيبوا بصدمة الانبهار، وعقدة الشعور بالنقص، فضعفت عندهم المناعة والمقاومة أمام الاحتلال والغزو الفكري.
ومع الغزو الفكري، الذي جاء من الغرب ن عبر الاحتلال والتبشير وفي أحضانه - نشأت الاتجاهات العلمانية الحديثة في العالم الإسلامي امتداداً للاتجاه المادي الحديث في الغرب وهذا الغزو يتمثل في حركات التبشير والاستشراق والاحتلال أولاً. ثم في البعثات واستيراد الأنظمة الغربية من قبل المسلمين أنفسهم ثانياً.

لذلك سأعرض بإيجاز لتاريخ هذه الحركات كلها إن شاء الله:

  أ - تاريخ الاتجاه العقلي في الغرب:
لقد ظل التدين النصراني (الكنسي المحرف) هو السائد في الغرب، ونصوصه هي المتحكمة في حياة الناس ومصائرهم ن وظل الأمر كذلك طيلة القرون السبعة عشر الميلادية، بالرغم من الآراء التحررية، التي أعلنها بعض المفكرين وطلاب البعثات الغربية، الذين درسوا في المدارس والجامعات الإسلامية، في الأندلس والمغرب، والذين اتصلوا ( عبر الحروب الصليبية ) بالشرق الإسلامي، وبالرغم من ظهور تلك الموجة التحررية من أمثال لوثر ( 1438م - 1546 )، وكالفن ( 1509 - 1564م ).. حيث كانت لآراء هذين وأمثالهما أكبر الأثر في تحرر الغرب من سلطات الكنيسة المتحكمة، وعصابات ما يسمى (برجال الدين) هناك، ومع ذلك بقي سلطان الكنيسة هو الأقوى، يُحرق ويشرد ويقتل المفكرين، وفي القرن الثامن عشر بدأ سلطانها يتقهقر بتقدم العلم وتنور العقول، وظهر الاتجاه إلى سيادة العقل أو ما يسمى ( بالتنوير ) والتحرر من تعاليم الكنيسة المتحجرة وتحكيم العقل، وإطلاقه من إساره، لينظر ويبدع، ويستنبط ويمارس الحياة ويفكر في ملكوت السماوات والأرض ما استطاع، وكان هذا الاتجاه الذي تأثرت به أوربا أثناء اتصالها بالمسلمين، يعتبر بحق أساس التقدم العلمي الباهر الذي وصل إليه الغرب الآن. ومع هذه الحركة العقلية حدثت ردة الفعل ضد الدين - كل دين - عنيفة بسبب موقف تعاليم الكنيسة الباطلة، فحدث هذا الانفصام المزعوم بين الدين والعلم، فقامت هذه الحضارة الغربية على المادية البحتة والعلمانية والإلحاد، فكان من جراء ذلك أن أصيبت البشرية بالخواء الروحي الذي لا يقل خطراً على مصير الإنسانية من تعنت الكنيسة من قبل، فاتجه العلم والتقدم إلى تهديد البشرية بالدمار وكلما زاد التقدم العلمي في الغرب زادت الفجوة بين الدين والحياة الواقعية، وبين المادة والروح، فأنشأ هذا الفصام أجيالاً حائرة قلقة، لا تعرف للفضيلة قيمة ولا للسعادة معنى، تحمل حتفها بعلمها وتقدمها، فاعتنقت مذاهب نكدة فاسدة تعذبت بها أيما عذاب . كالشيوعية والفوضوية والوجودية، وكثرت النظريات الهدامة وحركات الهيبز والإباحية، وجاءت هذه التيارات المتناقضة كلها إلى العالم الإسلامي وساهمت في نشأة الاتجاهات والمذاهب الهدامة وأبرزها العلمانية بين المسلمين. هذا وكان لليهود والمنظمات والمؤسسات التي تخدمهم أكبر الأثر في توجيه هذه التيارات لإفساد الأديان والأخلاق.

ب- الدراسات الاستشراقية:

عندما نبحث تاريخ الاستشراق، نجد أنه مر بمرحلتين أولاهما - ولا تهمنا كثيراً في مثل هذا البحث - مرحلة سلبية بالنسبة للغربيين، وهي مرحلة النقل والتلمذة على المسلمين، حين كانت أوربا ترسل بعثاتها العلمية للاستفادة من الحضارة الإسلامية، المزدهرة في الأندلس والمغرب ومصر والشام، وسائر بلاد المسلمين، وهذه المرحلة مبكرة جداً، ولم يكن فيها المستشرقون إلا مجرد نقلة وعالة على المسلمين، وما كانت دوافعهم إلا إفادة قومهم وبلادهم في الغالب، وهذه الحركة الاستشراقية الأولى هي التي بدأت منها بذور التنور الفكري والعلمي في أوربا فيما بعد، كما ذكرت آنفاً. وهذه المرحلة كانت قبل الحروب الصليبية وقبل سقوط الأندلس الإسلامية. أما المرحلة الثانية من مراحل الاستشراق: فهي مرحلة هادفة من قبل الغربيين وهي مرحلة دراسة الإسلام أولاً - وهو المهم - عقيدة وشريعة وتاريخاً، ودراسة سائر أحوال الشرق وأديانه وعلومه وتاريخه . والذي يهمنا هو الجانب الإسلامي في هذه الدراسات.
وهذه المرحلة تبدأ مع نهاية الحروب الصليبية وأفول الحضارة الإسلامية في الأندلس مع نهاية القرن الخامس عشر الميلادي ، حيث بدأت دراسة الإسلام وتاريخه، بأسلوب لا يخلو من العصبية، من أمثال: بوستل ( 1505 - 1581م ) وفاتيه ( 1613 - 1667م ) والباجو (توفي: 1520م ) والأب ماراتشي ( 1602 - 1700م ) ( ). ومع بداية القرن التاسع عشر بدأت الدراسات الاستشراقية بأسلوب أشمل وأكثر تنظيماً، بروح دينية صليبية ويهودية واستعمارية غربية حاقدة ماكرة، أكثر من ذي قبل . لأنها واكبت الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي، وكانت أهم دوافعها خدمة هذا الاحتلال لزعزعة كيان المسلمين مادياً ومعنوياً، كما أنها انبثقت عن روح الانتقام من الأمة الإسلامية التي غزت أوربا في عقر دارها، وطردتها من الشرق كله، وقضت على الدولة النصرانية، ولا ننسى أن الغرور العلمي المتغطرس الذي يحمله الغربيون بعد تقدمهم الحضاري، جعلهم يدرسون الإسلام بروح الناقد المحتقر، والخصم والحكم، والعدو المنتصر والمتشفي المنتقم. ومع الاحتلال الغربي للعالم الإسلامي، في القرن التاسع عشر، بدأت البحوث والدراسات والأفكار الاستشراقية، تغزو العالم الإسلامي من الداخل، وتشكل عاملاً أساسياً من عوامل نشر وإبراز الاتجاهات العلمانية والمذاهب الهدامة وكانت كلها تدور حول الآتي :

أ- إثارة الشبه والاعتراضات في العقيدة الإسلامية.
ب- الطعن في صحة القرآن لكريم والسنة النبوية والرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته.
ج- التشكيك والتهكم بالمغيبات بدعوى أنها تخالف العلم الحديث ولا تثبت علمياً.
د- إثارة الشبه حول الشريعة الإسلامية في أصولها ومناهجها، ودعوى أنها من بقايا العصور المظلمة، ولا تصلح للعصر الحديث ومن ثم إبعادها عن مجال التطبيق.
هـ- إعادة تقييم الإسلام، عقيدة، وشريعة، وتاريخاً من جديد على ضوء العلم المادي الحديث، ومن ثم التطاول لإدانة الإسلام.
و- فصل الأجيال المسلمة بكل وسيلة عن ماضيهم الإسلامي، وربطهم بالغرب بدعوى الاحتياج والمسايرة والتطور. وكل هذه البحوث والدراسات صارت هي المرتكز الأول في الاتجاهات الفكرية الحديثة كما سنرى بعد إن شاء الله.

ج- الاحتلال الغربي لديار الإسلام:
قد لا يهمنا كثيراً تاريخ الاستعمار قبل القرن الثامن عشر، لأنه لم يكن ذا خطر بالنسبة لموضوعنا هذا، فالاستعمار الهولندي والبرتغالي لبلاد الإسلام كان قبل هذا التاريخ، وكانت أهم دوافعه مادية وانتقامية، لم تحمل فكراً غازياً. فأول استعمار غربي - كان له خطره وأثره الحضاري - على العالم الإسلامي، تلك الحملة التي قام بها نابليون بونابرت، إمبراطور فرنسا، على مصر عام 1797م حتى عام 1801م فلهذه الحملة أثر كبير في تكوين عقليات بعض المسلمين، الذين أصيبوا بالانبهار والإعجاب بمظاهر ما يسمى بالمدنية والتقدم العلمي، الذي كانت تحمله الفرقة الفرنسية، فقد جهز نابليون حملته بأشياء كثيرة من مظاهر الإنتاج الغربي، وبفريق من العلماء والباحثين في سائر التخصصات العلمية، منها مجموعة من المستشرقين المتخصصين بالدراسات الشرقية والإسلامية، مما كان له أكبر الأثر عند ضعاف العقول، من أنصاف المتعلمين من المسلمين، الذين ألفوا حياة الركود والسلبية والتواكل، وفقدوا صفاء العقيدة وسلامتها
وقبل ذلك بدأت حرب الإنجليز في الهند المسلمة بعد عام 1756م فأسست بريطانيا شركة الهند الشرقية ثم تحولت هذه الشركة إلى حكومة عام 1858م فعملوا على القضاء على قوة الإسلام، وانتشاره هناك بشتى الوسائل، واهتموا بإيجاد فرق واتجاهات عقلية، لإضعاف العقيدة الإسلامية، التي تجعل المسلم يشعر بالاستعلاء والعزة، وعدم الاستسلام للأجنبي، فأيدوا حركة السيد أحمد خان، التي قامت على تقريب المسلمين للإنجليز والدعوة إلى قبول الاحتلال والرضا به، والتقليل من أهمية الجهاد، وتفسير العقيدة والفكر الإسلامي على ضوء الفكر الغربي ليساير الحياة الغربية. وبعد الحرب العالمية الأولى اقتسم الغربيون بلاد الإسلام كغنائم فاحتل الفرنسيون الشام عام 1920م والإنجليز العراق أيضاً عام 1920م وقبل ذلك كانت مصر تحت الاحتلال الإنجليزي منذ عام 1882م ثم السودان منذ عام 1889م ( )، كما كانت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي منذ عام 1830م ( ) ثم تونس، وليبيا التي احتلها الإيطاليون. وكان للإنجليز نصيب الأسد من البلاد الإسلامية فبقي تحت سيطرتهم الهند وجنوب الجزيرة العربية والخليج العربي والعراق ومصر والسودان وغيرها.

وقد ركز المحتلون الغربيون، أثناء إقامتهم في العالم الإسلامي، على الأمور التالية
- تشجيع التبشير وتمكينه في البلاد الإسلامية.
- فصل الدين ( الإسلام ) عن الدولة والحياة، وإلغاء العمل بالشريعة الإسلامية.
- تربية جيل من أبناء المسلمين على الفكر والسلوك الغربي وعزله عن عقيدته وتاريخه وأمته، ثم اصطفاء نخبة من هؤلاء ليصنعهم الغرب على عينه، وقد ولاهم مقاليد البلاد بعد خروجه منها، فعاثوا فيها فساداً.
- توجيه مناهج التعليم والتربية والإعلام والثقافة والفكر والأدب، وغيرها، وصبغها بالصبغة الغربية الخالصة، وإبعاد المفاهيم الإسلامية الأصيلة. - العمل بكل وسيلة على عرقلة النهضة الإسلامية فكرياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً لتبقى بحاجة إلى الغرب، فيأمن عودة روح الجهاد بين المسلمين، لذلك اهتم كل الاهتمام بضرب الحركات الإسلامية.
- إثارة الشبه والشكوك وتشجيع المثيرين لها بين أنصاف المثقفين والشباب الناشئين.
- عرض الأفكار والنظريات والفلسفات الغربية الهدامة وإيجاد خلايا لها بين المسلمين كالشيوعية، والاشتراكية والوجودية، والقومية، والوطنية، والإباحية . ألخ، وتمكين أصحاب تلك الاتجاهات في الداخل من مراكز القيادة والتوجيه.
- تشتيت بلاد الإسلام، جغرافياً بتقسيمها إلى دويلات، وفكرياً بتشجيع الفرق والأقليات غير الإسلامية، وسياسياً بإيجاد الاتجاهات السياسية والأحزاب لكل دولة.
- بث الأفكار الثورية، والاتجاهات الفوضوية، وتشجيع وإثارة المراهقين فكرياً وسياسياً لضمان عدم الاستقرار السياسي في البلاد الإسلامية. وذلك بتكوين وتشجيع الأحزاب السياسية التي تحتوي الأفراد ذوي الميول الحادة وحب المعارضة وعشاق الشهرة.

د- التبشير [ التنصير ]:
أما التنصير فإنه بدأ في جاوة وسيلان ( من العالم الإسلامي ) منذ مطلع القرن الثامن عشر الميلادي، وفي القرن التاسع عشر ظهر التنصير بشكل منظم في العالم الإسلامي كله، فانتشرت الإرساليات، والمدارس التبشيرية في كل مكان، وكان التنصير هو الأداة الأولى التي يسخرها الاحتلال لأغراضه المتعددة، فقد عرف المنصرين على الواقع المؤلم الذي يعيشه المسلمون الذين أخذوا يبحثون عن خلافتهم، حين ضيعوها بجمودهم وخمولهم، وتواكلهم، فغزاهم المنصرون في عقر دارهم ووصل الأمر بهم - أي النصارى - إلى أنهم كانوا يعقدون مؤتمراتهم لهدم كيان المسلمين والكيد للإسلام في سائر بلاد الإسلام وخاصة المدن الزاخرة بالعلماء والمثقفين والمفكرين. فعقدوا ي القاهرة أكثر من مؤتمر تنصري. وكذلك في القدس أكثر من مرة أيضا. وفي تونس وقسطنطينة الجزائر وفي لكنوء بالهند وفي بيروت وفي أدنبره ( ) فيا ترى أين المسلمون؟ !

هـ - انفتاح العالم الإسلامي على الغرب:

لقد تفطن بعض سلاطين الدولة العثمانية مبكرا لأهمية التقدم العلمي للدولة الإسلامية خاصة من الناحية العسكرية حين رأى الدول النصرانية قد سبقت في هذا المضمار فقد استعان السلطان سليم الثالث بالنظم الغربية العسكرية واستجلب المهندسين الأجانب لتعليم المسلمين الصناعات والنظم العسكرية المبتكرة عام 1796 م لكنه لقي معارضة من بعض العلماء - خوفا على الروح الإسلامية - دون أن يوجد البديل أو يهتموا في تعمير وتقدم الدولة الإسلامية من الداخل وبإمكانات المسلمين أنفسهم مما كان له أسوأ الأثر فيما بعد ووقفت الإنكشارية ( من الجيش التركي ) مع هؤلاء والسلطان سليم الثالث حين حاول التطوير لم يعمل بوسائل الحيطة لحفظ الكيان الإسلامي فكريا وعقائديا , ثم جاء السلطان محمود الثاني وقضى على الانكشارية عام 1828 م فتمكن من إدخال النظم والصناعات العسكرية الحديثةأيضا. وكذلك فعل محمد علي في مصر عام 1805 م فقد أرسل بعثات من أبناء المسلمين للدراسة في الغرب وفي الوقت نفسه افتتح والي تونس كلية العلوم الحربية كل أساتذتها غربيون ( ) لكنه حين فعل ذلك لم يحتط للحفاظ على الروح الإسلامية لدى المتعلمين من أبناء المسلمين مما جعلهم بدافع إعجابهم بمعلميهم الغربيين يتصفون بالنزعة العلمانية بل يحاولون تقليدهم تقليدا أعمى حدا بهم إلى التنكر لدينهم وأمتهم. وفي إيران أيضا افتتحت كلية للعلوم والفنون عام 1852 م قامت على أساس غربي بحت. ( ) لقد كانت هذه الخطوات تبدوا طبيعية تقتضيها المصلحة أول الأمر إنما كانت تنقصها الحكمة والحيطة والوعي من قبل المسلمين أنفسهم لا سيما بعض العلماء الذين رفضوا بشدة الاستفادة من الغرب دون قيد أو شرط والحكام الذين قبلوا وأقبلوا على الاستفادة من الغرب دون قيد أو شرط كلا الفريقين جنى على الإسلام ولا شك وعلى أبناء المسلمين الذين تعلموا العلوم الوافدة. المهم أن الصراع انتهى آخر الأمر بانتصار المستغربين وخسرت الأمة الموقف المعتدل الذي يفيد من الغرب بقدر ما يقوي الأمة ويلحقها بمن سبقها في مضمار الصناعات والعلوم النافعة التي لا تصدم مع العقيدة الإسلامية ويقيم الحياة والدولة الإسلامية على الإسلام. فحاء بعد ذلك السلطان عبد المجيد عام 1839 م في تركيا فأعلن ما يسمى ( بالإصلاح ) ورفع شعارات الحرية الشخصية والحرية الفكرية بالمفهوم الغربي وتسوية المسلين بغير المسلمين وأدخل التنظيمات المستوردة من الغرب. وكذلك فعل إسماعيل في مصر ( 1863- 1876 ) فدعا إلى أن مصر قطعة من أوربا , وأكثر من الغربيين فيها وأنشأ المحاكم المختلطة وعدل الأنظمة والقوانين طبق القانون الفرنسي؟ ( ) وفي هذه الأثناء عاد كثير من المبتعثين - من أبناء المسلمين - من الغرب إلى بلادهم. وكثرت البعثات الجديدة وجاءت تحمل أفكار الغربيين لا علومهم وتقدمهم جاءت بأفكار جاهلية لا تمت إلى الإسلام ولا إلى العلم والتقدم بصلة فبدأت حركة التغريب في العالم الإسلامي على أيدي هؤلاء دون وعي ولا بصيرة ولا تعقل تدفعها أهواء المستغربين وأطماع أساتذتهم الغربيين حيث بدأ على أيدي هؤلاء ما يسمى بحركة اليقظة أو النهضة وتشكلت بذور الاتجاهات العلمانية الحديثة التي نحن بصدد بحثها , وكان أوائل البعثات إلى الغرب رفاعة الطهطاوي من مصر ( 1801 م - 1873 ) وخير الدين التونسي ( 1830 م - 1879 ) ( ) وكلاهما درس في فرنسا في وقت متقارب وكانت الحضارة الغربية في أوج تقدمها فأعجبا بالغرب إعجابا ملك عليهما عقليهما وذهلا للفارق بين أوضاع المسلين وحال الغرب هناك فجاء ككل منهما بهذه النفسية المنهزمة والعقلية الغربية فأخذ ينادي بشعارات غربية دون بصيرة - وعن -حسن نية وصدق عاطفة فيما يبدو - وأخذ يشيد بالغرب والغربيين وينادي بالحرية والتغني بالأمجاد الجاهلية القديمة والوطنية والتسامح الديني تقليدا للغرب وحاول كل مهما أن يخضع تعاليم الإسلام وأصوله للمفاهيم الغربية التي تأثر بها فلقد دعا كل منهما إلى تقليد الغربيين حتى في أساليب المعيشة والأخلاق، وهذا لا شك خطأ وإن كان عن حسن نية !. وفي الهند انبرى السيد أحمد خان ( 1817 م - 1898 م ) ( ) الذي زار أوربا وأعجب بالغرب أيما إعحاب فدعا المسلين إلى مصالحة الإنجليز وبذل جهودا جبارة في إخماد الثورة ضد الإنجليز التي قامت عام 1857 م ثم أعلن عن حركته العلمانية المستغربة والتي قامت على الأصول التالية: ( ) - تجديد الفكر الإسلامي وتفسير القرآن على ضوء العلوم الغربية الحديثة. - الاتصال المباشر بالغرب وخاصة الإنجليز - والنهل من علومهم دون تحفظ ولا تمحيص. - إعادة النظر والتشكيك في المغيبات والأصول الإسلامية التي لا تصدقها ولا تؤمن بها العقلية الحديثة في الغرب. - شرعية الاحتلال الإنجليزي لبلاد المسلمين، وتغيير مفهوم الجهاد لدى المسلمين ليتفق مع الأفكار الغربية ولا يكون موجه ضد الاحتلال، والدعوة إلى التسامح الديني بين المسلمين والكفار وبرهن على ذلك بتفسير التوراة والإنجيل. - الاهتمام بنهضة المسلمين علمياً وفصل العلم عن الدين، والإيمان بالمبدأ العلماني المادي ( ). وعلى هذا يبدو أن حركة السيد أحمد خان هي أول اتجاه علماني فكري حديث قام بشكل منظم في العالم الإسلامي. ثم جاء ضياء كوك ألب (1875م) في تركيا ودعا بصراحة إلى سلخ تركيا من ماضيها القريب (الإسلامي)، وتكوينها تكويناً قومياً وطنياً يرجع بها إلى حضاراتها القديمة، قبل الإسلام ( )، وبذلك وجد الاتجاه الثاني، من الاتجاهات الفكرية الحديثة في العالم الإسلامي، بعد اتجاه السيد أحمد خان. بعد ذلك اندلعت الاتجاهات الفكرية العلمانية في كل مكان، مع الاتجاهات السياسية والقومية والطائفية وغيرها، وبدأ تيارها الجارف يجتاح العالم الإسلامي كله، ممثلاً في جهود الاحتلال، والتنصير، والأساتذة والموظفين الغربيين، والطوائف والأقليات غير المسلمة، والمستغربين من أبناء المسلمين، واتخذ شتى الوسائل، من جمعيات سرية وعلنية، وصحف ومجلات ونشرات، ومدارس، ودور نشر، وأحزاب، وقد خلت الساحة - اللهم إلا القليل - من العلماء المسلمين الأكفاء، لصد هذا التيار، عن وعي وإيجابية وجدارة. وهكذا جنى المسلمون، حين ألقوا فلذات أكبادهم في أحضان الغرب - جنوه علقماً يتجرعونه ولا يكادون يسيغونه، فقد جاء أبناؤهم غزاة ناقمين على دينهم وحضارتهم وأمتهم، جاءوا بالأفكار الهدامة والأخلاق الهابطة، والرذيلة، ولم يفيدوا من العلم والتقدم شيئاً يذكر. كما ينبغي أن لا ننسى الدور الذي لعبته الأقليات غير المسلمة في العالم الإسلامي، خاصة النصارى - وبالأخص نصارى لبنان - فقد نشطت هذه الأقليات في نشر الأفكار والمفاهيم الغربية، ومناهضة الخلافة، والجامعة الإسلامية، والاعتراض وإثارة الشبه حول تطبيق الإسلام نظاماً ودستور دولة، بدعوى عدم ملاءمته للعصر، ولأن الجماهير ليست كلها مسلمة، وكان ذلك باسم الحرية الدينية، والتطور، وحرية الفكر، وقد نشطت هذه الأقليات في تقويض الدولة الإسلامية، وترويج الأفكار الهدامة عبر الجمعيات والصحف والترجمة والتأليف والمدارس ( )، لأنها تملك أفضل الوسائل لذلك. واجتاحت الأمة الإسلامية تيارات عاصفة، عقائدياً وفكرياً وسياسياً واقتصادياً، وكان أخطرها تلك الاتجاهات العلمانية التي باتت تقوض أسس الإسلام، وعقائده الأصيلة من الداخل، وفي نفوس الأجيال الناشئة، لتهدم البناء الإسلامي من قواعده - ولن تفلح بإذن الله - ونشطت هذه الاتجاهات مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي نشاطاً هائلاً، وقد خلا لها الجو، وكان أكثر رواد هذه الاتجاهات من تلامذة المستشرقين ( )، الذين صنعهم الغرب على عينه. ولم يطلع ليل القرن الميلادي العشرين، إلا وقد آتت هذه الجهود ثمارها النكدة في المسلمين، وهيمنت طلائع العلمانية في تركيا ومصر، وسائر بلاد المسلمين، وبدأت على يد هؤلاء معركة ما يسمى بالصراع بين القديم والجديد ( )، والحق أنها معركة التحرر من الإسلام من الداخل، فقامت حركة منظمة قوية على أيدي عصابات متماسكة يحكمها، الهدف الواحد والمصير الواحد، وتوزعت حسب تخصصات أفرادها وقدراتهم، في السياسة والأدب والفكر والتعليم والثقافة، وغيرها، ومنهم من ساهم في أكثرها كالدكتور طه حسين !. وأكثر ما تتضح الاتجاهات العلمانية التي تهمنا، في تلك المؤلفات التي انهالت على الناس في كل جوانب الإسلام وأصوله إنكاراً أو تشكيكاً وتشويهاً وتحريفاً، أو تهكماً وسخرية بقيم الإسلام ومثله ومطالبة باستبداله بالإنتاج الغربي الراقي - على حد زعمهم - بصراحة حيناً وبالمراوغة والمكر أحياناً، فكان النصف الأول - من هذا القرن - كله بحق عهد الإنتاج الفكري للاتجاهات العقلية الحديثة، حيث ساهم أكثر روادها في هدم جانب أو أكثر من جوانب الفكر والسلوك الإسلامي. ففي عام 1900م أخرج قاسم أمين كتابيه: ( تحرير المرأة )، ( المرأة الجديدة ) ( ). ثم نشر سلامة موسى كتابه: ( اليوم والغد ) وهو مجموعة مقالات نشرت بين عامي 1925م - 1926م دعا فيه إلى ترك الإسلام واللغة العربية صراحة ( ). وكتب الدكتور طه حسين كتابه ( الشعر الجاهلي ) عام 1926م طعن فيه بصحة بعض القصص التي وردت في القرآن وزعم أن القرآن نتاج بشري، وأشياء أخرى تمس العقيدة في الصميم ( )، ثم مقالاته وبحوثه وكتبه تباعاً، فيها التشكيك والطعن في الإسلام بكل وسيلة سواء ما كان في غير الإسلاميات مثل: ( مستقبل الثقافة في مصر )، ( وفي الأدب الجاهلي ) و ( حديث الأربعاء )، ونحوها، أو ما كان في إسلامياته ولا تقل خطراً عما قبلها مثل: ( على هامش السيرة ) و ( الفتنة الكبرى )، التي لم تسلم منها العقيدة الإسلامية وقد تجرد فيها من كل شيء حسب مبدئه إلا من الدس والطعن والتشكيك في القيم والأخلاق الإسلامية ! وكتب الشيخ علي عبد الرازق كتابه ( الإسلام وأصول الحكم ) عام 1925م زعم فيه أن الإسلام لا صلة له بالدولة، أنه بريء من التدخل في السياسة والحكم والقضاء. وكتب الدكتور محمد حسين هيكل كتابه ( حياة محمد - 1935م ) اهتم فيه بالجانب الإنساني، في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وترك جوانب الوحي والنبوة والغيب وأنكر المعجزات، بدعوى أن العلم الحديث لا يصدقها وعرض السيرة النبوية على نمط الدراسات الغربية المادية. وكتب الدكتور أحمد أمين موسوعته الإسلامية، في تاريخ الحياة العقلية للأمة الإسلامية في ( فجر الإسلام وضحاه وظهره ) أكد فيه أثر الجانب العقلي في العقيدة الإسلامية، وقد تأثر بالعقلية المادية الغربية في بعض دراساته وهذا ما سأعرض له في مقالة أخرى إن شاء الله. وكتب الشيخ محمود أبو رية كتابه ( أضواء على السنة المحمدية ) طعن فيه بالسنة النبوية وحجيتها طعناً مكشوفاً، كما طعن في عدالة بعض الصحابة رضي الله عنهم. وكتب محمد أحمد خلف الله ( رسالة ماجستير ) زعم فيها أن القرآن اشتمل على الخرافات والأساطير، وطبعها في كتاب بعنوان ( الفن القصصي في القرآن ). هؤلاء من المشاهير والرواد في مصر وحدها ولم تكن تركيا وبقية بلاد العالم الإسلامي بأقل حظاً منها. فالاتجاهات العلمانية في تركيا قد واكبت أو سبقت أختها في مصر والشام، وقد تمخضت عن الثورة الكمالية، بجهود رواد جمعية الاتحاد والترقي، الذين هم من أقوى دعاة العلمانية والتجديد وإلغاء الخلافة والشريعة الإسلامية من الأرض وتحرير الشرق من الدين بزعمهم ( ) ! وقد اتخمت المكتبة الإسلامية، والصحف والمجلات ومناهج التعليم بهذه الأفكار في العالم الإسلامي كله، وكما أتت هذه الاتجاهات ثمارها فكرياً، كذلك أتت ثمارها عملياً وسياسياً، فتمخضت عن العلمانية في تركيا أولاً، ثم في العالم الإسلامي كله تباعاً. ثم عن القوميات والوطنيات التي مزقت أرض الإسلام وشتت المسلمين ثم عن الاشتراكية، والناصرية، والشيوعية، والبعثية، والرأسمالية، وتسلطت العصابات على رقاب المسلمين، فجاست خلال الديار، وعاثت في الأرض فساداً. في هذا الجو المتوتر المشحون بالفتن نمت وترعرعت وأثمرت جهود أعداء الإسلام في غزو المسلمين فكرياً في عقر دارهم، فالله أسأل أن يعيد للمسلمين عزهم وهيبتهم ومجدهم بالعود الحميد إلى دينه وصراطه المستقيم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. الحواشي ( ) أذكر منهم على سبيل المثال: 1- جريردي أورالياك (938 - 1003م) ابتعث إلى الأندلس ودرس في جامعاتها الإسلامية ثم رجع، فكان أوسع علماء عصره في بلده ( فرنسا ) حتى وصل إلى البابوية وأنشأ مدارس عربية بين قومه. 2- قسطنطين الإغريقي - توفى عام ( 1087 م) رحل إلى بغداد وخرسان والشام ومصر والقيروان والهند ثم رجع إلى بلاده. 3- ميخائيل سكوت ( 1175 - 1236م ) رحل إلى الأندلس وتعلم فيها وترجم كثيراً من الكتب الإسلامية إلى لغات غربية، وألف كثيراً من الكتب نقلاً عن المسلمين. 4- رايمند ولوليو ( 1235 - 1314 ). تعلم العربية وحفظ القرآن، ثم رجع إلى باريس، وانضم إلى الرهبانية وأشرف على مدرسة لتعليم العربية في ميراما، وتخرج منه رهبان كثيرون ودعا إلى تعليم اللغات الشرقية في أوربا.. للإفادة من الحضارة الإسلامية، وألف كثيراً من الكتب التي أفادها من العلوم الإسلامية وكانت سبباً في بذور الوعي في بني قومه. 5- بوستل ( 1505 - 1581م ) تعلم العربية وكثيراً من اللغات الشرقية واشترى كثيراً من المخطوطات الإسلامية وصار أستاذاً للعربية والعبرية في عهد فرانسوا الأول، حيث تخرج على يديه نفر من طلائع المستشرقين، ثم أستاذاً للعربية في جامعة فيينا، وألف كثير من الكتب عن الإسلام والمسلمين راجع ( المستشرقون ) لنجيب العقيقي ص 133 - 135، 120، 121، 127، 128، 171، 172 المجلد الأول. ( ) راجع الفكر الإسلامي الحديث للدكتور محمد البهي ص281 إلى 288. ( ) وكثر المفكرون الذين قادوا الحركة العقلية أمثال ولف ولسنج ونيتشة في ألمانيا، وفولتير وبيلي ولاندي في فرنسا، ولوك في إنجلترا، فكانت ثورة عقلية عارمة شملت جميع أوجه الحياة ونشاطاتها العلمية والعملية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
 

_______________________________________________________________________________________
مراجع المقال :

[( ) مثل الحركات الثورية الدموية، وعصابات التخريب والاختطاف والاغتيالات والسرقات.
( ) راجع ( المستشرقون ) نجيب العقيقي ص54 المجلد الأول.
( ) راجع ( المستشرقون ) نجيب العقيقي ص 360 - 361 المجلد الأول. ( ) راجع في ذلك: 1- الاستشراق والمستشرقون لمصطفى السباعي ص 21 - 25. 2- أجنحة المكر الثلاثة - عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ص 94 - 98. 3- الفكر الإسلامي الحديث - د. محمد البهي 48 - 63.
( ) راجع الإسلام والثقافة العربية لنور الجندي ص18.
( ) راجع المذاهب المعاصرة وموقف الإسلام منها د عبد الرحمن عميرة ص275.
( ) راجع الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار للدكتور محمد البهي ص41، 42، 43.
( ) راجع تاريخ الأمة العربية ( عصر الانبعاث ) محمد سعد أطلس من ص 74 إلى ص 87.
( ) المصدر السابق.
( ) راجع الكتب التالية: - التبشير والاستعمار لمصطفى الخالدي وعمر فروخ الطبعة الخامسة 1973م - الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية الطبعة الثانية 1397هـ. - أجنحة المكر الثلاثة - عبد الرحمن بن حسن حنبكة - فصل خطط العدو لغزو الإسلام ص 201. - الفكر الإسلامي الحديث من ص 27 إلى ص 47.
( ) درج الكتاب والباحثون - تبعاً للغربيين - على تسمية حركات التنصير بـ ( التبشير ) وهذا خطأ فاحش لأن هذا النشاط إنما يسمى تبشيراً من المنطلقات والأهداف النصرانية التي تبشر بالدعوة إلى الديانة النصرانية المحرفة فلذلك أرى أن يسمى ( التنصير ).
( ) راجع الغارة على العالم الإسلامي - تأليف شاتليه تعريب محب الدين الخطيب ومساعد اليافي. ص30 - 31.
( ) المصدر السابق من ص 49 إلى 141، والإسلام والثقافة الغربية لأنور الجندي ص 90. ( ) انظر الإسلام والحضارة الغربية - محمد محمد حسين ص12، 13.
( ) - المصدر السابق
( ) - المصدر السابق
( ) المصدر السابق
( ) - انظر الفكر العربي المعاصر - أنور الجندي ص 74 ( ) - راجع الإسلام والحضارة الغربية - د. محمد محمد حسين ص 18 وما بعدها.
( )راجع العروة الوثقى لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ص 412 مقالة لجمال الدين ( الدهريون في الهند ) والفكر الإسلامي الحديث - د محمد البهي ص 38- 42 والصراع بين الفكرة الإسلامية والمفكرة الغربية لأبي الحسن الندوي ص 71.
( ) المصادر السابقة.
( ) المصادر السابقة.
( ) راجع الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية لأبي الحسن الندوي ص39 وما بعدها.
( ) نذكر من هؤلاء أمثال: شبلي شميل، وفرح أعلون، وفرنسيس مراش، ورزق الله حسون، ويعقوب صنوع، وأديب إسحاق، وفيليب حتى، وجرجي زيدان.
( ) من اشهر هؤلاء: الدكتور طه حسين، والدكتور أحمد زكي أبو شادي، وسلامة موسى، والدكتور أحمد زكي ( محرر مجلة العربي ). ( ) راجع الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر الجزء الثاني ص190 إلى 287 طبعة عام 1389.
( ) راجع الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ص 108 الطبعة الثالثة.
( ) انظر الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر ص221 - 228. ( ) المصدر السابق.
( ) حتى قال أحد زعمائهم وهو ( ناظم بك ) " إننا نحن العثمانيين لا يمكن أن نترقى إلا إذا نبذنا الدين وراء ظهورنا وعصرنا العلماء عصراً نمحقهم به محقاً " ص132 عدد 29 صفر عام 1331هـ من مجلة المنار المجلد 16 ج2، وقال أحد الباشوات: " لو كان في بدني شعرة تؤمن بفلان - وذكر خاتم الرسل وسيد العرب والعجم صلى الله عليه وسلم - لقلعتها مع اللحم الذي حولها وألقيتها. المصدر السابق نفسه ص133.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق