الاثنين، 25 مارس 2013

مستشار الإمام الأكبر: منهج الأزهر الوسطي سر قوته في إفريقيا




متابعة - حامد سعد
أكَّد الدكتور عبد الدايم نصير، مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للشئون التعليمية والأكاديمية وعضو مجلس الشورى، على عدم تأثُّر علاقة الأزهر بإفريقيا، خاصَّة وأنَّ الأزهر الشريف جامعًا وجامعة له الاستمراريَّة على مَدًى يفوقُ العشرة قرون.
وأشار نصير إلى أنَّ سرَّ بقاء الأزهر طِيلَة هذه الفترة هو المنهج الوسطي المعتدل الذي يتمسَّك به.
وأوضح الدكتور عبد الدايم نصير خلال زيارة برلمان الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر إلى مجلس الشورى ولقائه بلجنة الشئون الإفريقية، أنَّ هناك مُؤامرات تُحاك ضدَّ إفريقيا بهدف تقسيمها وتفتيتها، إضافةً إلى تجزئة قضيَّتها الكُبرى ألا وهي التنمية، ورغبة الغرب لتحويل إفريقيا إلى قارَّة مستهلكة لمنتجاتهم.
ورأى نصير أنَّ سرَّ بَقاء وقوَّة الأزهر في إفريقيا يعود إلى سبعة محاور وهي: أولاً: صلة الأزهر بالطلاب الوافدين والدارسين من خلال تقديم المنح للعديد من الطلاب الوافدين من شتَّى بقاع إفريقيا شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، لافتًا إلى سعْي فضيلة الإمام الأكبر الحثيث لتخصيص أكبر قدرٍ مُمكن من المنح لطلاب إفريقيا، خاصَّة أنَّ عدد الطلاب الأفارقة الدارسين في جامعة الأزهر يَفُوقُ الأربعة آلاف طالب وطالبة.
أمَّا المحور الثاني هو المبعوثين الأزهريين إلى إفريقيا، والذين يُقدَّر عددهم بالمئات ويعملون في مجالات الدعوة الإسلامية في شتَّى البلدان الإفريقية من الشمال إلى الجنوب.
ولفت عضو مجلس الشورى إلى ارتفاع عدد المعاهد الأزهرية المنتشرة في ربوع إفريقيا، والبالغ عددها 16 معهدًا أزهريًّا، ممَّا يُعَدُّ جسرًا حقيقيًّا للتواصُل بين الأزهر وإفريقيا على مدى قرون لم تنقطع. وبالنسبة للمحور الرابع أشار نصير إلى مبادرة إنشاء الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، والتي تُعَدُّ بمثابة جسر حقيقي يُؤلِّف بين قلوب خريجي الأزهر، سواء في الداخل من خلال فروع للرابطة بمختلف محافظات الجمهوريَّة، أو في الخارج من خِلال 13 فرعًا منتشرًا في جميع أنحاء العالم في أمريكا وبريطانيا وماليزيا والكويت ومرورًا بإفريقيا.
خامسًا: وهو الدور الاجتماعي للأزهر الشريف، والذي تمثَّل في القوافل الدعوية إلى إفريقيا، إضافة إلى القوافل الطبيَّة والتي بدأت في النيجر، وشارك فيها فريق من أساتذة الطب في جامعة الأزهر قاموا بإجراء عمليات جراحيَّة لأكثر من 2000 مريض كانت حالتهم سيِّئة، وقامت بصرف الأدوية لهم مجانًا، ونخطِّط لإقامة مستشفيات في قلب العواصم الإفريقية وتدريب بعض الأطباء الأفارقة بمستشفيات جامعة الأزهر الجامعية.
وأشار مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر للشئون التعليمية والأكاديمية إلى أهميَّة المركز العالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها كخدمة للطالب الوافد، إضافةً إلى التواصل مع وزارة الخارجية من خلال البعثات الدبلوماسية في العواصم الإفريقية من أجل بحث احتياجاتهم من تدريب وتأهيل وزيادة للمنح، والسعي لإنشاء صُندوق لدعم أنشطة الأزهر في إفريقيا.
من جانبه رحَّب الدكتور علي فتح الباب، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس الشورى بالوفد، مشيرًا إلى أنَّ الهدف من إنشاء هذه اللجنة هو إرسال رسالة إلى الأشقاء الأفارقة مفادها أنَّ مصر عائدة بقوة لسابق عهدها، إضافةً لزيادة قوَّة العلاقات المصرية - الإفريقية في شتَّى المجالات.
وأكَّد رئيس لجنة الشئون الإفريقية أنَّ أكبر دليلٍ على عودة العلاقات بين مصر وإفريقيا هي المادَّة الأولى في الدستور المصرى الجديد، وتوجُّه مؤسسة الأزهر الشريف برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لعودة مصر إلى دورها في إفريقيا.
وفي كلمته أكد عبد الله أوبيلا، رئيس برلمان الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف، على أنَّ الطلاب الوافدين هم ثروةٌ أغلى من ثروات الذهب والنفط وكل ثروات الدنيا، لافتًا إلى أنهم الضمان الحقيقي لتحقيق عالميَّة رسالة الأزهر الشريف ونشر منهجه الوسطي المعتدل إذا أحسن استثمارهم.
وأعلن رئيس برلمان الوافدين أنَّه تمَّ مناقشة أهم التحدِّيات التي تُواجههم خلال لقائهم مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في مكتبه.
ولفت إلى أنَّ برلمان الوافدين بصدد تنظيم مسابقة كأس العالم لكرة القدم بين الطلاب الوافدين، خاصَّة أنَّ الأزهر الشريف يستقبلُ طلاب من 106 دولة على مستوى العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق